هذه بديهيات أولية، ولكنا مع الأسف مضطرون أن نقولها. •••
لعل الأمر في العلماء والأدباء على نحو ما بينا في الماديات؛ فالذي يفرق بين عالم أرستقراطي وعالم ديمقراطي، وأديب أرستقراطي وأديب ديمقراطي، هو نظافة آراء الأولين وأفكارهم وأسلوبهم؛ وعكس ذلك في الآخرين. ولو التزم كل العلماء والأدباء نظافة نظرياتهم، ونظافة كتاباتهم مهما اختلفت في النوع والقيمة لانهارت الأرستقراطية العلمية والأدبية أيضا، ولكان الكل سواء في الاحترام.
الموت والحياة1
أبت علي نفسي أن تكتب اليوم إلا في الموت، وهل نتاج الكاتب إلا قطعة من نفسه؟ يفرح فيرقص قلبه ، وينقبض فيسيل قلمه بالدمع، وقد كرهت للقراء عنوان الموت، فأضفت إلى الموت الحياة. ولست أدري لم يلطف ذكر الحياة الموت، ولا يلطف ذكر الموت الحياة!
دعا إلى هذا أني فجعت هذه الأيام بموت أصدقاء كأنهم كانوا على ميعاد، وكأن لموت الأصدقاء أيضا موسما كسائر المواسم وإن لم يحدد زمنه ويعرف مداه.
تنفك تسمع ما حيي
ت بهالك حتى تكونه
والمرء قد يرجو الحيا
ة مؤملا والموت دونه
وكان آخر صديق استعجل الموت فأنشب في المنية أظفاره قبل أن تنشب فيه أظفارها، وقطع حظه من الدنيا قبل أن تستوفي حظها منه، لم يصبه سهم القضاء فأخذ السهم منه ورماه بنفسه في نفسه، فمضى سابقا أجله - غربت شمسه ضحى، واستكملت ساعته دقاتها قبل ميعادها.
অজানা পৃষ্ঠা