حوى على دقته كنه العالم، فما أدقه وأجله! وما أصغره وأعظمه!
يكبر - ولا نرى كبره - فيتضاءل أمامه كل كبير، ويصغر - ولا نرى صغره، فيتعاظم عليه كل صغير.
اتحد شكل القلب واختلفت معانيه؛ فقلب كالجوهر الكريم صفا لونه، وراق ماؤه، يتلقى الإشعاع ويعكسه وهو على أشد ما يكون ضوءا ولمعانا، وقلب كالصخر قوي متين، ينفع ولا يلمع، وقلب هواء، خف وزنه، وحال لونه، وقلب ... وقلب ... مما لا يحصيها إلا خالقها. إن اتحدت عيون الناس وآذانهم ووجوههم ورءوسهم نوعا من الاتحاد فإن لكل إنسان قلبا وحده، ينبض بنوع من حب وكره، وقسوة وحنان، وإعظام واحتقار، ورفعة وانحطاط لا يشركه فيه قلب آخر؛ وبهذا - وبهذا وحده - اختلفت قيم الناس وتعددت مراتبهم.
يموت القلب ثم يحيا، ويحيا ثم يموت. ويرتفع إلى الأوج، ويهبط إلى الحضيض؛ وبينما هو يساوي النجوم رفعة، إذا به قد لامس القاع ضعة، وهكذا يتذبذب في لحظة بين السماء والأرض والطول والعرض؛ وخير الناس من احتفظ برفعة قلبه، وسمو نفسه.
هو إن شئت فردوس، وإن شئت جحيم. هو إن شئت ملك، وإن شئت شيطان، هو إن شئت نار تتقد بالحب:
هل الوجد إلا أن قلبي لو دنا
من الجمر قيد الرمح لاحترق الجمر
وإن شئت سلا فكان بردا وسلاما:
وقلت لقلبي حين لج به الهوى
وكلفني ما لا أطيق من الحب
অজানা পৃষ্ঠা