أتيت أشكوه لوعتي عجبا ... فصدّ عنّي بوجهه غضبا ... فعند هذا ناديت واحربا ...
تصدّ عني يا منيتي مللا ... وأشتكي من صدودك العللا تغضب (١) وله من قصيدة في محبوبه موسى (٢):
وإني لثوب الحزن أجدر لابسٍ ... وموسى لثوب الحسن أحسن مرتد (٣)
تأمّل لظى شوقي وموسى يشبّها ... تجد خير نار عندها خير موقد
إذا ما رنا شزرًا فقل لحظ أحورٍ ... وإن يلو إعراضًا فصفحة أغيد
وعذّب بالي أنعم الله باله ... وسهّدني لا ذاق طعم التسهد
شكوت فجاءوا بالطبيب، وإنّما ... طبيب سقامي في لواحظ مبعدي
فقال على التأنيس طبّك حاضرٌ ... فقلت نعم لو أنه بعض عوّدي
بكيت فقال الحبّ هزوًا أتشتري ... بماء جفونٍ ماء ثغر منضد
فأنشدته شعرًا به أستميله ... فأبدى ازدراء بابن حجرٍ ومعبد
كأنّي بصرف البين حان فجاد لي ... بأحلى سلامٍ منه أفظع مشهد
تغنمت منه السير خلفي مشيّعًا ... فأقبلت أمشي مثل مشي المقيد
وجاء لتوديعي فقلت له اتئد ... مشت لك روحي في الزفير المصعد
جعلت يميني كالنّطاق لخصره ... وصاغت جفوني حلي ذاك المقلّد
وجدت بذوب التبر فوق مورّسٍ ... وضنّ بذوب الدرّ فوق مورد
ومسّح أجفاني ببرد بنانه ... فألّف بين المزن والسوسن الندي
فيا آفة العقل الحصيف وصبوة ال ... عفيف وغيّ النّاسك المتعبّد
_________
(١) الخرجة عامية في الديوان، والظاهر أنها قد حورت عند المشارقة.
(٢) ديوانه: ٩٩.
(٣) إلى هنا تنتهي الصفحتان اللتان جاءتا بغير خط المؤلف.
1 / 28