9- حديث آخر : قرئ على الكاتبة فخر النساء الدينورية ، بمنزلها ببغداد ، وأنا سامع ، أخبرك الحسين بن أحمد بن طلحة ، فأقرت به ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنبا أبو عبد الله بن إسماعيل الضبي ، ثنا أحمد بن إسماعيل المدني ، ثنا مالك بن أنس ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأوسط من شهر رمضان ، فاعتكف عاما حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين ، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه ، فقال : " من كان اعتكف معي فليعتكف في العشر الأواخر ، وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسيتها ، وقد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء وطين ، فالتمسوها في العشر الأواخر ، والتمسوها في كل وتر " ، قال أبو سعيد : فأمطرت السماء من تلك الليلة ، وكان المسجد على عريش فوكف ، فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فانصرف علينا وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين " . هذا حديث حسن صحيح من حديث محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي سعيد الخدري ، وقع إلينا عاليا خماسيا إلى أبي عبد الله مالك بن أنس ، من رواية أبي حذافة السهمي المدني ، عنه ، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد ، بهذا الإسناد ، وهذا ما اتصل بنا من حديث مالك بن أنس رضي الله عنه ، خماسيا إليه مما ظهر من سماعي ، والحمد لله كثيرا وأما سداسيات الأسانيد إلى مالك فكثيره ، أثره من حديث أكابر أصحابه عنه ، كعبد الله بن وهب ، وعبد الله بن مسلمة بن قعنب ، وغيرهما ، وقد وقع إلى من حديث الإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس الشافعي ، عن مالك بن أنس ، حديثان عاليان بيني فيهما وبين الشافعي خمسة رجال ، رأينا أن نذكرهما للإفادة بهما ، فهي ترجمة عزيزة لأمثالنا ، أحدهما للربيع بن سليمان ، والثاني للمزني .
পৃষ্ঠা ৮