ফাতিমা জাহরা ও ফাতিমিয়্যুন
فاطمة الزهراء والفاطميون
জনগুলি
ولا نستبعد أن يكون منهم أناس خدموا القضية الفاطمية كلها خدمة لأنفسهم، ولصقوا بها كما يلصق طلاب المنافع والنهازون للفرص بكل دعوة كبيرة تتسع لخدمة المنافع الخاصة مع خدمة المنافع العامة.
ولا نستبعد أن يعاب على الدولة الفاطمية ما يعاب على الدول في دور التأسيس أو في دور الانحلال.
ليس شيء من ذلك بعيدا ولا موجبا لاستبعاده نظرا إلى أحكام العقل أو شواهد التاريخ.
ولكن الذي نستبعده ونرى أنه مناقض للواقع وللمألوف من الدواعي النفسية أن يكون هناك تواطؤ مبيت بين الناس من المعطلين على إنشاء دولة لهدم الدين الإسلامي والدولة الإسلامية معه، وأن يشمل هذا التواطؤ أقواما في المغرب والمشرق ويدوم من قرن إلى قرن قبل نجاح الدعوة وبعد نجاحها بزمن طويل.
هذا هو البعيد عقلا والبعيد في دعوى المدعين الذين لم يسندوه قط بدليل يقرب إلى العقل ذلك الزعيم البعيد.
أما ما عدا ذلك من شؤون الدعوة الفاطمية، أو شؤون الدعوة العلوية في جملتها فقد سار في التاريخ مطردا على النهج الذي ينبغي أن يسير عليه.
إن الإيمان بالإمامة واطلاع الإمام على الأسرار التي تخفى على غيره أمر لازم من لوازم الدعوة العلوية في نشأتها التاريخية.
فإن المؤمن بحق علي وأبنائه في الإمامة يسأل نفسه: لم لا ينصره الله على أدعياء الإمامة والخلافة؟
إنه يؤمن بالله وقدرته وقدره، فلا جواب لذلك السؤال عنده إلا أنها حكمة يعلمها الله، وأن الإمامة العلوية منذورة لزمان غير هذا الزمان، وأن الإمام الحق يعلم زمانه أو ينبغي أن يعلمه بإلهام من الله.
وقد آمن شيعة علي بهذا وآمنوا معه بعرفانه لعلوم الجفر وتأويل الكتاب، وكلما تباعدت المسافة بين إمامة الواقع وإمامة الحق تباعدت معها المسافة بين إمامة الظاهر وإمامة الباطن. ثم جاء الزمان الذي أصبحت فيه إمامة الباطن مستورة حتما، فأصبح فيه علم الدين والدنيا مرهونا بما يتعلمه الطالب من الإمام المستور ومن دعاته الذين يخلصون إليه ويعلمون مكانه ويفسرون أقواله وإشاراته، ولا بد من هؤلاء الدعاة ولا مناص من هذا التعليم.
অজানা পৃষ্ঠা