ফাতিমা জাহরা ও ফাতিমিয়্যুন
فاطمة الزهراء والفاطميون
জনগুলি
ولولا خصال فيهم لما كان هذا منهم.
فإذا كان مرجع هذه الخصال إلى وراثة، ولا بد لها من نصيب من الوراثة، فقد ورثوها عن فاطمة كما ورثوها عن علي، بل هي إلى ميراثهم من الزهراء أقرب منها إلى ميراثهم من الإمام.
بعض الأخبار يفيد إن صح وإن لم يصح، ومن هذه الأخبار خبر الرواة الذين قالوا: إن عليا جامل فاطمة فلم يبايع أبا بكر إلا بعد وفاتها.
إن صح هذا الخبر أو لم يصح فدلالته صحيحة، وهي اعتقاد الناس في ذلك العصر أن القضية قضية الزهراء وأن الإمام يجاملها فلا يغضبها، وأنه كان يرى أن الخلافة أحق بأن نطلبه معرفة بحقه، فإن لم تعرف له هذا الحق فما هو بالحريص على الشغل بها والتدبير لطلبها والسعي إليها. •••
وفي غير هذا الخبر ما يدل هذه الدلالة، وربما كان من تلك الأخبار ما يعبره المؤرخ ولا يلقى إليه بالا، وهو في هذا الباب أدل من كثير، كالخبر الذي روي عن الحسن عليه السلام وهو بعد طفل صغير.
رووا أن الصديق رضي الله عنه قام على المنبر يخطب الناس، فما هو إلا أن حمد الله وأخذ في خطبته حتى سمع وسمع الحاضرون معه صوتا نحيلا يهتف: «ليس هذا منبر أبيك، انزل عن منبر أبي.»
والتفتوا فإذا بالصائح هو الحسن بن علي، ولما يبلغ الثامنة، فابتسم الصديق وقال والحنو يشيع في نفسه: «ابن بنت رسول الله؟ صدقت والله. ما كان لأبي منبر، وإنه لمنبر أبيك.»
وسمع علي بالخبر فأرسل إلى أبي بكر رسولا يقول له: «اغفر ما كان من الغلام، فإنه حدث، ولم نأمره.»
قال أبو بكر: «إني أعلم، وما اتهمت أبا الحسن.»
وليست الزهراء ولا ريب هي التي أمرت الغلام الصغير أن يقول هذا المقال. ولكن الطفل يفهم عن أمه في هذه السن ما يغنيه عن الأمر والإيحاء، ولعل الحسن كان قد سمع نقاشا يتكرر بين أبويه في هذا الأمر، فوقر في نفسه أن يثور تلك الثورة الصغيرة، ثم نهي عنها فلم يعاودها. •••
অজানা পৃষ্ঠা