ফাতিমা জাহরা ও ফাতিমিয়্যুন
فاطمة الزهراء والفاطميون
জনগুলি
أن محمدا يبكي؛ لأنه يرى أحب الناس وأقربهم منه جائعة مرهقة، ثم لا يملك لها ما يشبعها ويعفيها من عنائها، وهو يملك كل شيء في الجزيرة العربية. ويسأل السائلون من زعانفة المعطلين والمتعصبين أعداء كل دين «وما برهان النبوة عند محمد؟!»
الله أكبر، إن لم يكن هذا برهان النبوة فبرهان أي شيء يكون؟ •••
ولم يكن بالزهراء من سقم كامن يعرف من وصفه؛ فإن العرب لوصافون، وإن من كان حولها من آل بيتها لمن أقدر العرب على وصف الصحة والسقم، فما وقفنا من كلامهم وهم يصفونها في أحوال شكواها على شيء يشبه أعراض الأمراض التي تذهب بالناس في مقتبل الشباب، وكل ما يتبين من كلامهم أنه الجهد والضعف والحزن، وربما اجتمع إليها إعياء الولادة في غير موعدها، إن صح إنها أسقطت «محسنا» بعد وفاة النبي كما جاء في بعض الأخبار.
ونعود فنقول: إنها ضريبة النبوة، وكم للهداية من ضريبة تضاعف على الهداة مرات بعد مرات! •••
وحضرها الموت، وخذلتها جوارحها، وعزيمتها في مواجهة الموت حاضرة لا تخذلها، فتولت أمر غسلها وحملها على النعش بنفسها، وقالت لصاحبتها أسماء بنت عميس بعد أن اغتسلت كأحسن ما كانت تغتسل: «يا أمه! ائتيني بثيابي الجدد»، فلبستها ثم قالت: «قد اغتسلت، فلا يكشفن لي أحد كنفا»،
2
وشكت نحول جسمها فقالت لصاحبتها: «أتستطيعين أن تواريني بشيء؟» قالت: «إني رأيت الحبشة يعملون السرير للمرأة ويشدون النعش بقوائم السرير.» فعمل لها نعشها قبل وفاتها، ونظرت إليه فقالت: «سترتموني ستركم الله.» وتبسمت، ولم تر مبتسمة بعد وفاة أبيها إلا ساعتها. •••
وكانت وفاتها، على القول الأشهر، ليلة الثلاثاء لثلاث خلون من رمضان سنة إحدى عشرة للهجرة، ودفنت ليلا حسب وصايتها كما دفن رسول الله
صلى الله عليه وسلم .
في كل دين صورة للأنوثة الكاملة المقدسة يتخشع بتقديسها المؤمنون كأنما هي آية الله فيما خلف من ذكر وأنثى.
অজানা পৃষ্ঠা