ফাতিমা জাহরা ও ফাতিমিয়্যুন
فاطمة الزهراء والفاطميون
জনগুলি
لست شبيها بعلي
وكانوا يتغايرون على هذا تغاير المحبين الذين يتنافسون على حب لا يمنع بعضهم بعضا أن يتنافسوا عليه. •••
حياة سعيدة مع الشظف والفاقة؛ سعيدة بالعطف في قلوب كبار، ما كان حطام الدنيا عندها ليساوي مثقال ذرة من هباء.
ولم تخل هذه الحياة، وما خلت حياة آدمي قط، من ساعات خلاف وساعات شكاية، فربما شكت فاطمة وربما شكا علي، وربما أخذت فاطمة على قرينها بعض الشدة، وما هي بشدة، فما كان رجل مثل علي ليعنف بنت رسول الله وهو يعلم مكانها من قلب رسول الله؛ إنما هو اعتزاز فاطمة بنفسها وإباؤها أن تهمل حيث كانت، وإنما هو الحنان الذي تعودته من أبيها فلا تستريح إلى ما دونه، وكل حنان بعد حنان ذلك القلب الكبير فكأنه قسوة أو قريب من القسوة عند من يتفقده فلا يجد نظيره في قلب إنسان.
وكان الأب الأكبر يتولى صلحهما في كل خلاف، وربما ترك مجلسه بين الصحابة ليدخل إلى الأخوين المتخاصمين فيرفع ما بينهما من جفاء. والصحابة الذين يتتبعون في وجه النبي كل خالجة من خوالج نفسه، ويبيحون أنفسهم أن يسألوه؛ لأنه لا يملك من ضميره ما يضن به على المتعلم والمتبصر، يجرون معه على عادتهم كلما دخل البيت مهموما وخرج منه منطلق الأسارير، فيسألونه فيجيب: «ولم لا وقد أصلحت بين أحب الناس إلي!»
ومرة من هذه المرات، بلغ العتاب غاية ما يبلغه من خصومة بين زوجين، ونمى إلى فاطمة أن عليا يهم بالزواج من بنت هشام بن المغيرة، فذهبت إلى أبيها باكية تقول: «يزعمون أنك لا تغضب لبناتك؟»
كلمة تعلم وقعها في نفس أبيها الذي ما زعمت هي قط أنه يرضى بما يغضبها، وقد عرف أبوها ما تعني؛ لأن بني هشام بن المغيرة استأذنوه في تزويج بنتهم من زوج فاطمة، فصعد المنبر والغضب باد عليه، وقال على ملأ من الحاضرين: «ألا إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليا، ألا وإني لا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها.»
ولا نعلم نحن من شرح هذه الخطبة غير ما جاء في رواياتها المختلفة، ولكننا نعلم أن هذه الفتاة أسلمت وبايعت النبي وحفظت عنه، فلعلها قد خيف عليها الفتنة أن تتزوج بغير كفء من المسلمين، وأهلها هم من هم في المكانة والحسب لا يرضيهم من هو دون ابن أبي طالب من ذوي قرابتها، أو لعلها غضبة من غضبات علي على أنفة من أنفات فاطمة، أو لعلها نازعة من نوازع النفس البشرية لم يكن في الدين ما يأباها، وإن أباها العرف في حالة المودة والصفاء.
ولا نحسب أن حياة الزهراء والإمام تعرضت لخلاف غير الذي أشرنا إليه، فإن كتب السيرة تستقصي كل جليل ودقيق من الحديث عن ذرية النبي. وهي وأبناؤها كل ذرية النبي الذين عاشوا بعده، ولم يطل بها العمر فلحقت بالنبي صلوات الله عليه بعد وفاته ببضعة أشهر، وكان علي قد عاهد نفسه لا يغضبنها وقد غابت عنها عين أبيها، فلم يغضبها بعد ذلك حتى في أمر الخلافة، وهو يومئذ أجل الأمور.
الفصل الرابع
অজানা পৃষ্ঠা