ফাতিমা জাহরা ও ফাতিমিয়্যুন
فاطمة الزهراء والفاطميون
জনগুলি
جاء في أسد الغابة عن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب أنه قال: «لما تأيمت أم كلثوم من عمر بن الخطاب دخل عليها حسن وحسين أخواها فقالا: «إنك ممن قد عرفت سيدة نساء المسلمين وبنت سيدتهن، وإنك والله إن أمكنت عليا من رمتك لينكحك بعض أيتامه، وإن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبنه»، فوالله ما قاما حتى طلع علي يتكئ على عصاه، فجلس فحمد الله وأثنى عليه وذكر منزلتهم من رسول الله وقال: قد عرفتم منزلتكم عندي يا بني فاطمة وأثرتكم على سائر ولدي لمكانكم من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فقالوا: صدقت رحمك الله، فجزاك الله عنا خيرا. فقال: أي بنية! إن الله عز وجل قد جعل أمرك بيدك، فأنا أحب أن تجعليه بيدي. فقالت: أي أبة! إني امرأة أرغب فيما يرغب فيه النساء، وأحب أن أصيب مما تصيب النساء من الدنيا، وأنا أريد أن أنظر في أمر نفسي. فقال: لا والله يا بنية! ما هذا من رأيك. ما هو إلا رأي هذين! ثم قام فقال: والله لا أكلم رجلا منهما أو تفعلين، فأخذا بثيابه فقالا: اجلس يا أبة، فوالله ما على هجرتك من صبر. اجعلي أمرك بيده. فقالت: قد فعلت! قال: فإني قد زوجتك من عون بن جعفر، وإنه لغلام، وبعث لها بأربعة آلاف درهم.»
هذه المؤامرة المحببة بين أخوين وأختهما ليسعداها بزواج أرغد من الزواج الذي يختاره أبوهم - تنتهي بطاعة الحب للأب الذي لا يصبر على غضبه، وتدل في سرها وعلانيتها على أجمل ما يكون بين الإخوة والآباء من عطف وتوقير. وليس فيها من الشبه برواية البلاذري غير إشفاق الفتاة من عيشة الضنك دون أن يكون هناك خطيب معروف تقابل خطبته بالاعتراض والمراجعة، وشتان مقال أم كلثوم وما رواه الرواة عن أمها البتول.
6
فإذا كان للخبر الذي جاء في أنساب الأشراف أصل يعول عليه فأصله فيما هو مألوف ومعقول أن يكون النبي عليه السلام قد وجد الزهراء باكية وليس في ذلك من غرابة؛ لأننا لا نتخيل فتاة في مثل موقفها لا يبكيها ما تثيره في نفسها ذكرى أمها ووداع بيت أبيها، وقد فارقتها أمها وهي صبية تدرك ما فقدته من عطفها وبرها وإلطافها لها في رخائها وعسرها، ثم يكون يوم الفصال في غربة من البيت الذي لزمتها فيه ومن البلد الذي يحتويه، فإن جهدنا أن نتخيل فتاة لا تبكي حي تحوم بنفسها تلك الذكريات، وتقترب من اليوم الفاصل بين معيشتها في كنف أبيها ومعيشتها في غير كنفه، فموضوع الغرابة أن نتخيلها بعد الجهد غير باكية وغير آسية، ولا سيما من كانت مثل الزهراء مجبولة على مزاج حزين وأسى دفين على أمها العزيزة لم يفارقها مدى السنين.
ومثل النبي الذي كانت كبرى فضائله أنه إنسان عظيم، وأنه كان أبا مكلوم الفؤاد، لن يفوته ذلك الخاطر في ذلك اليوم، ولن يسكت عنه إلا عامدا عالما بما يلعجه
7
في النفس من الحزن والشجن، فمن اللطف بالفتاة الحزينة أن يتحاشاه وأن يجعل عزاءه لها ما قاله عليه السلام: «مالك تبكين يا فاطمة! فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم سلما.»
ولم يمض غير قليل حتى تبين لنا سبب من الأسباب التي أطالت بقاء فاطمة في بيت أبيها، فإنه عليه السلام كان يحنو عليها لضعفها وحزنها ولا يصبر على فراقها، فلما تحولت عن داره بعد زواجها لم تمض أيام حتى ذهب إليها فقال لها: إني أريد أن أحولك إلي. فقالت: فكلم حارثة بن النعمان أن يتحول عني. قال رسول الله: قد تحول حارثة بن النعمان عنا حتى استحيت منه. فبلغ ذلك حارثة فتحول وجاء النبي فقال: يا رسول الله! إنه بلغني أنك تحول فاطمة إليك، وهذه منازلي، وهي أسقب بيوت بني النجار بك، وإنما أنا ومالي لله ولرسوله، والله يا رسول الله للمال الذي تأخذ مني أحب إلي من الذي تدع. فقال رسول الله: صدقت. بارك الله عليك! فحولها رسول الله إلى بيت حارثة.
جاء في كتاب السمهودي عن أخبار دار المصطفى: «إن بيت فاطمة رضي الله عنها في الزور الذي في القبر بينه وبين بيت النبي
অজানা পৃষ্ঠা