269

রব্বানী ফতহ ফতোয়া থেকে

الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني

তদারক

أبو مصعب «محمد صبحي» بن حسن حلاق [ت ١٤٣٨ هـ]

প্রকাশক

مكتبة الجيل الجديد

প্রকাশনার স্থান

صنعاء - اليمن

الشيخ عز الدين بن عبد السلام (١): إنه لا يجوز (٢) التوسل إلى الله تعالى إلا بالنبي ﵌ إن صح الحديث فيه، ولعله يشير إلى الحديث الذي أخرجه النسائي (٣) في سننه، والترمذي (٤) وصححه، وابن ماجه (٥) وغيرهم (٦): أن أعمى أتى إلى النبي ﵌ فقال: يا رسول الله، إني أصبت في بصري فادع الله لي، فقال له النبي ﵌: " توضأ وصل ركعتين، ثم قل: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد، يا محمد إني أشفع بك في رد بصري، اللهم شفع نبيي في " وقال: " فإن كانت لك حاجة فمثل ذلك " (٧) فرد الله بصره.

(١) ستأتي ترجمته في رسالة " الصوارم الحداد " رقم (٢٤).
(٢) ذكره ابن تيمية في " الفتاوى " (١/ ٣٤٧).
(٣) في عمل اليوم والليلة رقم (٦٥٨ - ٦٦٠).
(٤) في السنن رقم (٣٥٧٨). وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.
(٥) في السنن رقم (١٣٨٥).
(٦) كأحمد في المسند (٤/ ١٣٨) والحاكم في المستدرك (١/ ٣١٣) وقال: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي ... كلهم من حديث عثمان بن حنيف. وهو حديث صحيح.
(٧) قال ابن تيمية في قاعدة جليلة ص ١٥١: فهذا الحديث فيه التوسل به إلى الله في الدعاء فمن الناس من يقول: هذا يقتضي جواز التوسل به مطلقا حيا وميتا. وهذا يحتج به من يتوسل بذاته بعد موته وفي مغيبه. ويظن هؤلاء أن توسل الأعمى والصحابة في حياته كان بمعنى الإقسام به على الله أو بمعنى أنهم سألوا الله بذاته أن يقضي حوائجهم. ويظنوا أن التوسل به لا يحتاج إلى أن يدعو لهم ولا أن يطيعوه، فسواء عند هؤلاء دعا الرسول لهم أو لم يدع، الجميع عندهم توسل به، وسواء أطاعوه أو لم يطيعوه، ويظنون أن الله يقضي حاجة هذا الذي توسل به، بزعمهم ولم يدع له الرسول ﷺ كما يقضي حاجة هذا الذي توسل بدعائه ودعا له الرسول ﷺ إذ كلاهما متوسل به عندهم ويظنون أن كل من سأل الله تعالى بالنبي ﷺ فقد توسل به كما توسل به ذلك الأعمى، وأن ما أمر به الأعمى مشروع لهم، وقول هؤلاء باطل شرعا وقدرا، فلا هم موافقون لشرع الله ولا ما يقولونه مطابق لخلق الله.

1 / 313