ফাথ দারফুর
فتح دارفور سنة ١٩١٦م ونبذة من تاريخ سلطانها علي دينار
জনগুলি
Fafa
وهي تبعد عن هنا مسير ثلاث ساعات، ولقلة الماء، وعدم وجود آبار بها جئت إلى هنا لأعالج نفسي بالحمام البارد، ولأن والدتي هنا أيضا، ولها مال، وعقار كثير.» وقد علمت من مجمل حديثه أنه قضى شطرا كبيرا من حياته بجبل الحلة حاكما عليه تتبعه «بروش»، و«كدادة»، و«أبيض»، وأن معظم خدمه، وعبيده قد تركهم بالفاشر عندما أصيب في واقعة برنجية الشهيرة؛ حيث كان فاقد الرشد، وإنما وجد نفسه ببلدته «فافا» عندما تنبه لنفسه، وأفاق. ثم سألته: «ولم جعلك السلطان أميرا، وحاكما مطلقا؟ وهل عملت ما يجعلك تستحق الإنعام عليك بهذا اللقب حتى تقربت من السلطان فأحبك كل هذا الحب؟» فتبسم ثم أجابني قائلا: اسمع يا ضابط حسن: إن والدي كان رئيسا لقبيلة الميماوية، وقد مات بواقعة أم درمان الشهيرة، ثم توفي أخوتي أيضا، ومن ثم كنت أنا رئيسا لقبيلتي خلفا لوالدي المرحوم، وقد حضرت واقعة أم درمان الشهيرة وأنا فتى صغير في سن المراهقة، ولما غضب التعايشي على السلطان يوسف سلطان دارفور إذ ذاك، أرسل إليه من قتله في «جبل مرة»، ونصب مكانه السلطان أبا الخيرات، ولما لم يوافقه هذا أيضا أماته كذلك ونصب مكانه السلطان علي دينار الحالي، غير أنه كان حارا
8
على كل الملوك، والوزراء الذين يلتفون حوله، وكان يعاملهم معاملة هي من القساوة بمكان، فرحلوا جميعهم إلى خليفة المهدي، وشكوا له معاملته السيئة، وكان في مقدمتهم الملك محمود الدادنجاوي، فأرسل التعايشي إليه الأمير «محمدا أحمد»؛ ليتولى الحكم مكانه، ويكلفه بالحضور إلى «أم درمان» فنفذ ذلك على الفور، وقدم ابن دينار إلى «أم درمان»، وعين ملازما في جيش التعايشي؛ أي رئيسا على جزء من الجيش.
ولما انكسر جيش التعايشي بواقعة «أم درمان» رأى الملازم علي دينار أنه من الحكمة أن يعود بما بقي له من جيشه إلى بلاده، ومسقط رأسه «الفاشر » عاصمة دارفور، ولما وصل إليها قابله الأمير «محمد أحمد» على الرحب، والسعة، وأكرمه، ثم أجلسه على سرير أجداده، ومن ذلك الوقت استمر سلطانا حتى فتوح الفاشر ، ولما رأيت أنا أنه قضى على سلطة التعايشي، ومزق جيشه شر ممزق، قلت في نفسي: يجب أن أعود أيضا إلى بلادي دارفور، وقد كان بيني، وبين السلطان علي دينار بعض الصداقة لما كنا معا ب «أم درمان».
وبينما أنا عائد في الطريق قابلتني قبيلة الكبابيش الموالية للحكومة في جبل كاجا، وحصل بيننا قتال عنيف أسفر عن تغلبي عليهم، وإصابتي في مفصل يدي اليمنى برصاصة، (وقد أراني مكانها حيث لا يزال أثرها باقيا).
ولما وصلت إلى الفاشر قابلني السلطان علي على الرحب، والسعة، وجعلني رئيسا على قبيلتي «الميماوية» بالفاشر، وقد كان من عادة السلطان أن يعين رئيسا للقبيلة، ومركزه مع نفس القبيلة، وآخر مركزه بالفاشر، والأول عليه أن ينظر في كل أمر يتعلق بالقبيلة، ثم يعرضه على الرئيس الآخر الذي بالفاشر، وهذا الأخير إذا رأى ما هو خارج عن سلطته عرض الأمر على السلطان.
وقد كان السلطان يثق بي كثيرا، ويحبني كأحد أولاده؛ ولذلك أضاف إلي إمارة «أم شنقا»، و«جبل الحلة»، و«كدادة»، و«بروش»، و«أبيض». وهذا بالاختصار هو تاريخ حياتي. (37) جيش السلطان علي دينار ورؤساؤه
ينقسم جيش السلطان علي دينار إلى أرباع، والربع يقدر بثمانمائة فارس، وهاك بيانها:
عدد بالربع
অজানা পৃষ্ঠা