قال أوباس: «اكتب إليها أن تكون على أهبة السفر في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، وأنك ستنتظرها في القارب بجانب القصر.»
فتناول ألفونس قطعة من نسيج غليظ كانوا يكتبون عليه أيضا وكتب إليها ويده ترتجف ما معناه:
إلى مليكة القلب فلورندا
لبيك يا حبيبتي. إني موافيك في القصر في الساعة الثانية من الليلة القادمة، فتهيئي للخروج بما تستطيعين حمله، وأشرفي من النافذة المطلة على النهر، فإذا رأيت نورا مثلثا فاعلمي أنني في انتظارك. تشددي وقوي قلبك ولا تخافي.
كتبه محبك الذي يفديك بروحه
وطوى الكتاب وخاطه، وجعله في الكيس الأرجواني وختمه ودفعه إلى يعقوب ليعيده إلى الرسول الذي جاء به، ويوصيه بالاحتفاظ به لئلا يطلع عليه أحد. فتناول يعقوب الكتاب وخرج.
كتاب آخر
وكانت الشمس قد تجاوزت الأصيل فأخذ ألفونس يتأهب للخروج مع عمه إلى منزله للتشاور هناك فيما يفعلونه، ومع شدة ما أصاب ألفونس من البغتة فإنه ظل مستغربا ما سمعه عن يعقوب من الأسرار الخفية، وكان الطقس قد تبدل فغامت السماء واشتد البرد؛ فلبس ألفونس قباء من الفرو السميك والتف عمه بردائه الأكليريكي وكان البرد قلما يؤثر فيه. وفيما هما يتأهبان للخروج وكل منهما يفكر في أمر على حدة، فتح الباب بغتة ودخل يعقوب وفي يده أسطوانة من جلد بلون القرمز، فعلم أوباس أن فيها كتابا من رودريك. وكانت كتبه إلى عماله وأمرائه تكتب على الجلد وتلف وتوضع في أسطوانة من جلد العجول مدبوغ بلون القرمز، فلما وقع نظر ألفونس على تلك الأسطوانة تقدم لاستلامها، فاعترضه عمه وتناولها وقال ليعقوب: «من جاء بها؟»
قال يعقوب: «جاء بها شرذمة من فرسان الملك، وقد سألني رئيسهم عن سيدي ألفونس هل هو هنا، فأردت استمهاله لأعود إليه بالجواب، فابتدرني قائلا: أخبرني حالا فإني مأمور بتسليم هذا الكتاب إليه على جناح السرعة حيثما كان، فقلت: هو هنا. فدفع إلي الكتاب وقال إنه ينتظر.»
فنظر أوباس في خاتم الأسطوانة فإذا هو خاتم الملك نفسه ففضه وأخرج الكتاب، فإذا هو قطعة من الرق مما كانت الحكومة تستخدمه لكتابة الأوامر، وكانت الرسالة ملفوفة على نفسها فنشرها وقرأ ما فيها، وألفونس واقف إلى يساره، فإذا هي أمر رسمي من رودريك إليه يقول فيه ما معناه:
অজানা পৃষ্ঠা