ফাতেহ আন্দালুস

জুর্জি জায়দান d. 1331 AH
39

ফাতেহ আন্দালুস

فتح الأندلس

জনগুলি

مضت لحظات قليلة وكلاهما صامت، ثم بدأ أوباس الحديث فقال: «هل أدركت يا ألفونس المشروع العظيم الذي تعرض نفسك له، وفهمت الأمر الذي تطمح إليه أنظارك؟»

قال ألفونس: «كيف لا؟ إني ألتمس أمرا هو حق لي لا ينازعني فيه أحد.»

فقال أوباس: «فهمت ذلك، ولكن هل دبرت الطريقة التي تستطيع أن تستعيد بها زمام الحكم.»

قال ألفونس: «أعرض عليك رأيي، وأنت صاحب الرأي.»

قال أوباس: «قل.»

فلسفة التاريخ

وعندئذ قال ألفونس: «لا يخفى على عمي العزيز أن القوة التي ساعدت رودريك على تسنم ذروة الملك إنما هم الرومان وخاصة الأساقفة، وأما رجال القوط أهلنا وأهل عشيرتنا فإنهم لا يريدونه، وهؤلاء جماعة كبيرة، إذا اتحدوا هم ورجالهم وأتباعهم تألف منهم جند كبير يتغلب على جند رودريك، فلا يصعب علينا إذ ذاك استرداد الحكم من يده، إما بالتنازل، وإما بالقتال.»

فابتسم أوباس ابتسامة متكلفة دلت على استخفافه برأي ذلك الشاب الذي بدا كأنه قليل التجربة، ثم قال: «صدقت يا ولدي، إن القوط على عهدنا ، ولكن هل تظن إذا دعوتهم إلى الحرب ينهضون؟ لا أظن أن شكواهم من هذا الملك تخرج عن حد الكلام، ولا لوم عليهم، فهم يخافون على أرواحهم وأموالهم، على أن أكثرهم لا يرون بأسا من بقاء رودريك وغيره من صنائع الرومان لاشتراكهم معهم في المذهب؛ فإنهم جميعا تابعون لكنيسة رومية، وقد تغلب الأساقفة الرومان على آرائهم وعلى قلوبهم كما تغلبوا على حكومتهم، حتى نسوا جنسيتهم.»

وكان أوباس يتكلم بصوت هادئ وتأن، ولم يبد الهياج في عينيه إلا عندما وصل إلى هذا القول، على أن الرزانة ظلت غالبة على حركاته، ولكنه سكت هنيهة وألفونس ينظر إليه ويتوقع بقية الحديث، فقال أوباس وهو يجدل شعر لحيته بين أنامله: «سامح الله ريكارد؛ فإنه هو الذي جر علينا هذا البلاء.»

فلم يفهم ألفونس معنى هذا اللوم؛ لأن ريكارد ملك من ملوك القوط حكم إسبانيا زمنا طويلا في أواخر القرن السادس للميلاد، وكان من رجال الحرب والسياسة، فقال ألفونس: «ما الذي ارتكبه ريكارد يا عماه حتى استحق هذا اللوم؟ والذي أعلمه أنه هو الذي حفظ لنا مملكة الإسبان ودفع الإفرنج (الفرنك) عنها.»

অজানা পৃষ্ঠা