المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
المقدمة
الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
অজানা পৃষ্ঠা
الفصل الرابع
الفصل الخامس
فتح الأندلس
فتح الأندلس
تأليف
مصطفى كامل
المقدمة
الحمد لله الذي ضرب الأمثال للناس، وجعلها تذكرة لقوم يعقلون، وصلاة وسلاما على سيدنا محمد نبي الحق الصادق الوعد الأمين، وعلى أصحابه وأحبابه مصابيح الهداية المرشدين، وبعد.
فلما كانت حاجة الشعوب إلى التأليف والتصنيف تختلف باختلاف الزمان والمكان، وكان أجدر المؤلفات بالنظر ما يهدي الأمة منها إلى طرق الخير والرشاد، ويبعدها عن سبيل الغي والفساد، عن لي أن أكتب رواية أظهر لقومي فيها دسائس الدخلاء على الأمم الذين يتردون بردائها، ويتخاطبون بلغتها، ويخالطونها مخالطتها لبعضها، فيكونون كالسم في الدسم، بغية منهم في إسقاطها من أوج مجدها إلى حضيض ذلها، شارحا غير ذلك فضائل الأمة العربية وأخلاقها الكاملة وعظيم تمسكها بالمكارم، مما جعلها في حصن حصين من شرور الدخلاء ومكايد الأعداء الألداء، وقد اخترت من الموضوعات التاريخية موضوع فتح الأندلس؛ لأنه من أجل الفتوحات الإسلامية التي فاز المسلمون فيها فوزا مبينا، وقد أحطت في هذا الموضوع الحقيقة بالخيال غرضا بإظهار المقصود بكامل مظهره.
وإني فيما أتيت لست بالأول، بل إن كثيرا من كتاب العرب الأقدمين والغربيين والأمريكانيين المعاصرين اختطوا هذه الخطة إرشادا لأممهم، فكتبوا القصص والحكايات، وألفوا الروايات من تشخيصية وغير تشخيصية، وصار لها من التأثير في النفوس والمنزلة في القلوب ما جعل الناس يختطفونها اختطافا، ويطلبون تشخيصها المرة بعد المرة، حتى ليشاهد المقيم، وكذلك السائح في أوروبا أو في أمريكا عدة من روايات بلغ تشخيصها فوق الألف والألفي مرة، وهذا عندهم ليس بمستغرب، لكثرة وقوعه بينهم وتواتره من شهر إلى شهر ومن عام إلى عام.
অজানা পৃষ্ঠা
فهذه يا أفاضل الكتاب وأماجد القراء روايتي التي كتبتها بإحساسي الصادق، أقدمها لكم مطبوعة، ولم أر أن أقدمها مشخصة إلا بعد قراءتكم لها واستحسانكم لمبدئها وغايتها، وإني أرجو كل من طالعها ورأى فيها محلا للانتقاد يرشدني إليه تعضيدا للأدب ونصرة للعلم والتأليف.
مصطفى كامل
الفصل الأول
ملخص الفصل
يظهر في المرسح الوزير عباد - وهو رومي الأصل - وزير الأمير موسى بن نصير، ويغازل بنتا رومية اسمها «مريم» أتت من بلادها صحبة رجل اسمه «نسيم» بقصد رجاء عباد في منع وقوع حرب الأندلس، فيأبى عباد أولا، فتغضب وتخرج من عنده، ثم يأتي نسيم ويتكلم مع عباد إلى أن ينتهي الأمر برضاء عباد. (متكلم - مخاطب)
عباد - مريم :
يا زهرة الغرب إن الحب أضناني
وحسن قدك أعياني وأفناني
ملكت قلبي ففضلت الغرام على
ما كنت فضلته في كل أزماني
অজানা পৃষ্ঠা
لك الفؤاد فجودي بالوصال فما
أحلى الوصال على قلبي ووجداني
لك الحياة وما في الجسم من رمق
ومن دماء ومن دمع وأشجان
لك الوزير وزير الملك ممتثل
فمتعيه بما يمسي به هاني
حسبت أن الهوى يجدي فهمت به
فما أفاد وما للوصل أدناني
فهل ترين وراء الحب منزلة
تدني إليك فإن الحب أضناني
অজানা পৃষ্ঠা
فتجاوبه:
نعم وراء الهوى يا صاح منزلة
تدنيك مني ومن وصلي وإحساني
وهي الوفاء لأوطان بها نشأت
آباؤك الغر من فازوا بعرفان
مواطن خير ما تهدي البنون لها
دفع لضر وإعلاء لبنيان
هذي بلادك يا عباد في خطر
فاحفظ معاهدها من هدم أركان
يرجوك ذو الروم دفعا للحروب عسى
অজানা পৃষ্ঠা
تطيب أندلس يا عين إنساني
فإن أجبت فإن الوصل مقترب
وإن رفضت فإني عنك في شان
عباد - مريم :
ما لك يا حبيبتي؟! تخافين على الغرب وأهله على أن ملك بلادك في القسطنطينية، وهي لا شك بعيدة عن الضير!
مريم - عباد :
كيف تقول ذلك وأنت أعلم مني بالعرب، قوم الطمع أصدق صديقهم، وحب الفتوح نبراسهم ودليلهم، إن فتحوا بلدا لا يقفوا عنده، بل يتجاوزونه إلى غيره ولو كان وراء ذلك أشد المصاعب وأكبر المتاعب.
عباد - مريم :
لا تخافي يا سيدتي على القسطنطينية، وكوني آمنة مطمئنة؛ فإني واثق بأن العرب إن فتحوا الأندلس لا يتجاوزون جبال الألبة أبدا.
مريم - عباد :
অজানা পৃষ্ঠা
من ذا الذي يحقق لك هذا القول والأمور مرهونة بأوقاتها؟! هم يقولون اليوم: إننا لا نبغي إلا الأندلس. ولكنهم سيقولون في الغد إنما نبغي أن تكون لنا الأرض متاعا من مشارقها إلى مغاربها.
عباد - مريم :
لا تظني يا حبيبتي هذا الظن البعيد، واعلمي أن الوليد بن عبد الملك أمير المؤمنين الحالي لا يرضى بفتح غير الأندلس؛ لأنه أشد الأمراء حبا لجنوده، وهو يخاف عليهم كثيرا.
مريم - عباد :
جرد عن فكرك هذه الظنون، واعلم أن هذه الأمة الفخمة العالية البنيان، المشيدة الأركان، التي أرهبت كل إنسان، لا تهاب الأندلس ولا غيره.
تلك الأمة كالحديد لا يقطعه إلا الحديد، وأنى لنا بقوم من حديد يقدرون على مقاومة رجال هذا الشعب العظيم. الأولى بك يا عباد، إن كنت مخلصا للقسطنطينية ولمريم، أن تتلافى الأمر وهو صغير قبل أن يتسع الخرق على الراتق، وتقول يومئذ عندما ترى أهلك وأقاربك وبني وطنك في السجن يستغيثون ولا مغيث لهم، ويستعينون ولا معين لهم: يا ليتني أطعت حبيبتي مريم وسمعت نصيحتها!
عباد - مريم :
مريم، ما كنت أظن يا سيدتي أن الأمر يصل بك إلى هذا الحد وأن التأمل يبعدك عن النظر في مرآة الحقائق، فإني وحقك واثق كل الوثوق أن العرب لا يتجاوزون الألبة، ولا يفتحون غير الأندلس، وأنا أعلم منك بأسرارهم.
مريم - عباد :
عجبا لك يا عباد، ما أحبك للبلاد العربية! وما أشدك وفاء لها! وما أعظمك جفاء لبلادك الأصلية ومواطنك الأولية التي أنشأت آباءك وأجدادك الأولين! أنسيت يا عباد أن لك أهلا وأقارب ترجوك أن تمنع حرب الأندلس وتستغيث بك، أما تغيثهم وهم ذوو القربى وأقرب الناس إليك وأحبهم لديك؟! أنسيت أن لك دما يطالبك بحقوق كبيرة وواجبات عظيمة؟! ألا تؤاخذك سريرتك ويوبخك ضميرك على عظيم تقصيرك عن أداء الوطنية حقوقها والجنسية فروضها وواجباتها. كيف تقول إن القسطنطينية في مأمن من العدو، وأنت تعلم أننا ما قطعنا البوادي والبحار وركبنا متن الأخطار، أنا ومواطني نسيم، إلا لندعوك لهذا العمل الجليل الذي يحفظ لك في تاريخ بلادك أعظم شرف وأكبر مجد، ويخلد لك في نفس كل رومي تذكارا لا تمحوه الأيام، وذكرا باقيا لا تنسخه الأعصار والأعوام.
অজানা পৃষ্ঠা
عباد - مريم :
لا تغضبي علي يا حبيبتي، واصغي لما أقول.
مريم - عباد :
دعني، فما كنت إخالك هكذا خائنا لبلادك. (وتخرج.) (بعد ذلك يخاطب نفسه مندهشا بين وقوف وتمش.)
خائنا لبلادي؟! يا لها من كلمة أصابت فؤادي، أإلى هذا الحد بلغ كدرها وتعاظم غضبها! تالله لأرضينها وأخلص بلاد الأندلس من أيدي هؤلاء الطماعين. (ثم يهم بالخروج ولكنه يرجع متفكرا ويقول)
آه، ولكن هم العرب أسيادي وأرباب نعمتي، وأصل مجدي وسعادتي، كيف أخونهم؟! تالله إن هذا يعد لؤما كبيرا، يا ربي، ماذا أعمل؟! إن قمت للعرب بالواجب أغضبت حبيبتي مريم، ولربما كان ذلك سببا لضياع بلادي، وهو ما لم أحبه ولا أحبه طوال حياتي، وإن قمت لأوطاني العزيزة بما يجب علي لها خنت قوما أنزلوني من بينهم منزلة شماء وأحلوني مكانة علياء، وعودوني بعوائدهم، وربوني على أخلاقهم وفضائلهم، يا ربي كيف العمل؟! (ثم يفكر قليلا متمشيا ويقول)
ليس لي والله أن أستعمل الخداع مع العرب، وأقبح لهم الحرب، وما ينجم عنها، وأحسن لهم منعها؛ وبذلك أكتسب رضا الجانبين؛ تبقى دولة العرب كما هي والقسطنطينية كما هي. (ثم يسكت متفكرا ويقول)
نعم، إن هذا لهو الرأي الصواب (بعد ذلك يدخل نسيم وهو الذي أتى بصحبة السيدة مريم من القسطنطينية) .
نسيم - عباد :
أسعد الله نهار سيدي الكريم.
অজানা পৃষ্ঠা
عباد - نسيم :
أسعد الله نهارك أيها الأخ العزيز، كيف حالك؟
نسيم :
الحمد لله.
عباد :
وكيف ترى البلاد العربية؟
نسيم :
أراها مشرقة بأنوارك.
عباد :
حفظك الله، وكيف تجد أهلها.
অজানা পৃষ্ঠা
نسيم :
أجدهم قوما لا يهمهم شيء إلا إعلاء شأن دينهم، ونصرة بلادهم، ولو كان وراء ذلك الموت الزؤام.
عباد :
أما قابلت السيدة مريم قبل حضورك هنا؟
نسيم :
نعم، إني قابلتها في الطريق.
عباد :
وكيف رأيتها؟
نسيم :
رأيتها مقطبة الوجه، خلافا لعادتها، ولما سألتها عن سبب ذلك قالت: إنك أظهرت لها عدم رغبتك في قبول رجائها، وأنه لا يمكنك أن تساعد أوطانك، وتجيب دعوة أقاربك وأهلك، فتعجبت لذلك كثيرا، وكدت ألا أصدقها لولا علمي بصدقها.
অজানা পৃষ্ঠা
عباد :
حاشا لله أن أكون أظهرت لها أني لا أساعد بلادي أو لا أجيب دعوة أهلي وأقاربي، ولكنني حققت لها أن الضير بعيد عن بلادنا فلم تسمع مني.
نسيم :
كيف ذلك يا مولاي؟! هب أن الضير بعيد عن بلادنا، أنسيت ما كان للأندلس معنا من الروابط والعلائق القومية والدينية؟
عباد :
إني لم أنس يا نسيم كل ذلك، ولكنكم قد استعجلتم في طلبكم؛ فإني وحق من أحب وأهوى لفاعل ما يرضي وطن أجدادي، ويريح خاطركم وخاطر أهلي وعشيرتي.
نسيم :
إننا يا مولاي لم نستعجل في الطلب أبدا؛ لأنك تعلم أننا ما غادرنا بلادنا وتكبدنا هول البر والبحر حتى وصلنا إلى هنا، إلا لهذه الغاية الشريفة.
عباد :
كن آمنا يا نسيم على بلادك، واذهب الآن إلى السيدة مريم، وأعلمها أني ذاهب في هذه الساعة إلى الأمير، وسأبذل جهدي في منع وقوع الحرب، سهل الله علينا كل أمر عسير.
অজানা পৃষ্ঠা
نسيم :
سر على التوفيق نجح الله مقاصدك (يتفارقان وتنزل الستار) .
ملحوظة
أثناء كل ما يجري في هذا الفصل يمر خلف المتكلمين رجل متجسس اسمه عارف.
الفصل الثاني
الملخص
يرفع الستار عن الأمير موسى بن نصير أمير المغرب بالقيروان، وعلى يمينه وزيره الأول عباد، وعلى يساره وزيره الثاني حبيب، والجنود مصطفة تدعو له بالظفر والنصر، فيسعى لديه عباد في منع وقوع الحرب فيأبى، ويدعو إليه طارقا ورؤساء فرقه، وقسما من جنوده، فيأمره بالاستعداد للسفر، فيجيبه لذلك طارق، وتنشد الجنود نشيدا حماسيا يجيبهم عليه موسى، وبذلك ينتهي الفصل. (متكلم - مخاطب)
الجنود لموسى :
عش بالهنا ممتعا
يا أيها الشهم الرشيد
অজানা পৃষ্ঠা
وارفع منار بلادنا
بالعزم والحزم المجيد
وابلغ مناك بعزمة
تأوي إلى رأي سديد
واهلك عداتك إنهم
للملك أول من يبيد
انصر بسيفك ديننا
في ظل مولانا الوليد
أبقاك رب العرش في
عز وإسعاد مديد
অজানা পৃষ্ঠা
وأطال عمرك بالغا
في كل وقت ما تريد
موسى - عباد :
هل أجابت الخلافة العظمى والإمامة الكبرى على خطابنا المتعلق بمحاربة لذريق يا عباد.
عباد - موسى :
نعم يا مولاي، قد أجابت.
موسى - عباد :
بم أجابت.
عباد - موسى :
أجابت بتفويض الأمر إلى نظركم السامي.
অজানা পৃষ্ঠা
عباد - موسى :
إذن لنا أن نوقع الحرب أو نرفعها.
عباد - موسى :
نعم يا مولاي.
موسى - عباد :
وماذا ترى أنت، من الصواب إيقاعها أو رفعها؟
عباد - موسى :
إني أرى أن رفعها هو الصواب؛ لأننا لسنا واثقين من أن أقواتنا أوفر من أقوات العدو، وأن جندنا أشد من جنده، فضلا على أن الحرب عندئذ لا تكون بيننا وبين القوطيين (سكان الأندلس) فقط، بل تكون بيننا وبين كل الإفرنج؛ لأن غير القوط منهم لا يرضى بوقوف القوط أمامنا وانهزامهم لنا، لا بد من أن يمد لهم يد المساعدة حتى ينصرهم علينا.
موسى - حبيب :
وأنت ماذا ترى يا حبيب؟
অজানা পৃষ্ঠা
حبيب - موسى :
إني أرى أن رفع الحرب خطأ محض؛ لأن فتح الأندلس الآن يعد فرصة عظمى لإعلاء كلمة الله، ومهما تكن قوة الإفرنج في الحرب وثبات جأشهم في القتال، فإن جنودنا بإخلاصهم لدينهم وقوة حزمهم وعظيم عزمهم وقويم اتحادهم مع بعضهم لا بد أن ينالوا الفوز والنصر.
موسى - ملتفتا إلى عباد :
هذا هو الحق الوضاح يا عباد، إنه لا يليق بنا أن نرفع الحرب بعدما وعدنا يليان بفتح الأندلس وتخليص البلاد من أيدي الطاغية «لذريق» الذي عم فساده وكثر فسقه واعتسافه، كيف لا؟! وإنا لو لم نرفعه قالت الناس: إننا كالأطفال لا نثبت عند رأي ولا نقف عند مرام. الأجدر بك يا عباد أن تعدل عن رأيك وأن تتبع القائل:
لا تكن كالشرار يعلو ويهوي
ويزيل الغبار منه اللهيبا
بل تثبت إن شئت درك المعالي
واجعل الحزم صاحبا وحبيبا
عباد - موسى :
إني لم أقل برأيي يا مولاي إلا حرصا مني على حياة جنودنا وشرف بلادنا، وسوف يعلم الأمير أن رأيي صائب متى ذهب الجيش وعاد.
অজানা পৃষ্ঠা
موسى - عباد :
سوف يذهب الجيش يا عباد ويعود بفوز مبين، قم وادع لنا القائد الهمام طارق بن زياد ورؤساء فرقه الأربع وقسما من الفرسان أتباعه حتى نأمره أمامهم بالاستعداد للرحيل.
عباد - موسى :
الأمر أمرك (ويخرج) .
موسى - حبيب :
حقيقة يا سيد حبيب أن فتح الأندلس الآن يعد فرصة عظمى؛ لأني تحققت من صدق يليان أمير سبتة الذي كانت شكايته لنا من أميره لذريق أكبر داع للسعي وراء فتح هذه البلاد.
حبيب - موسى :
كيف لا وأمير سبتة كله حقد على لذريق نظرا للفظائع التي ارتكبها هذا الأمير القوطي مع ابنته، ولا شك أنه سيرشدنا إلى أسرار كثيرة يكون من ورائها النفع العميم.
موسى :
هذه حقيقة جلية. (بعد ذلك يدخل عباد وطارق ورؤساء فرقه، وقسم من جنوده، فيقوم موسى واقفا ويصافح طارقا ورؤساء فرقه بيده ويقول مخاطبا طارقا):
অজানা পৃষ্ঠা
موسى - طارق :
أيها البطل المقدام، تعلم جيدا ما كان من معاداة يليان أمير سبتة لمليكه لذريق سيد القوطيين وصاحب ملك الأندلس، نظرا لكونه هتك عرض ابنته، واستحل أمرا تحرمه الشرائع كلها، وتقبحه العوائد الحسنة والأخلاق الفاضلة، ولا يصح لأدنى الأفراد مقاما أن يأتيه لا لملك كبير كلذريق، وتعلم ما كان من أن يليان استنجد بنا، ودعانا لفتح الأندلس، مما حملنا على مخاطبة أمير المؤمنين في هذا الشأن. واليوم دعوتك إلي لأعلمك أن أمير المؤمنين حفظه الله قد فوض الأمر إلينا، ففضلنا الفتح والجهاد. ونظرا لثقتنا بغيرتك العربية وحميتك الإسلامية ومهارتك الحربية، قد اخترناك يا طارق قائدا للحملة التي ستفتح الأندلس - بإذن الله. فسس الجنود أحسن سياسة، وعاملهم أجل معاملة، واعدل بينهم، واختر لهم ما تختاره لنفسك، واجعل القرآن مرشدك في كل الأمور، ودليلك وهدايتك في حلك وترحالك؛ فأحكامه الحكيمة وأنواره الساطعة الباهرة ترشدك أنت وجندك إلى ما فيه خير المسلمين والإسلام.
فاستعد يا طارق، وسر بعد أسبوع كامل متكلا على الله، وتزود قبل سفرك، واستكمل استعدادك حتى تظهر دين الله الحنيف في تلك البقاع وتنصر الإسلام في هذه الأصقاع، وتحقق قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «زويت لي مشارق الأرض ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها.»
وإذا نلت المرام، وفتحت البلاد، فأمن الناس على أموالهم وأولادهم وعوائدهم وحريتهم، شأن الكرام الفاتحين، والمسلمين المعتصمين بحبل من الدين متين. وأنت تدري ما في ذلك من خير؛ إذ إن الرفق بالمغلوب أمضى سلاح للمؤمنين الصادقين. وإنا لنؤمل فيك ما بعثنا بك إليه؛ فأنت قائد ماهر ورؤساء فرقك كلهم بك مقتدون، وجنودك أبطال شجعان لا فخار لهم إلا نصرتهم على عدوهم، ولا ساعد لهم إلا سيوفهم، فاستعد للسفر وتوكل على الله (ثم يجلس) .
فيجيبه طارق: أيها الأمير الجليل، لقد اخترت للحملة التي نيط بها فتح الأندلس رجلا لا هم له إلا نصرة الإسلام، وإعلاء كلمة الإيمان، ولو جرت وراء ذلك أنهر من الدم وبحار من ماء الجماجم، وإني والغيرة العربية والحمية الإسلامية لباذل جهدي في إعلاء شأن ديني بتلك البلاد، وقتل طاغية القوم لذريق، وتشتيت كلمة ملكه، وهدم دعائمه وإنني أعد سعيد الحظ موفقا للخير لتكليفي بهذه المهمة التي طالما تاقت نفسي للقيام بمثلها، ولسوف يبلغك عني يا أميري وعن رؤساء فرقي وجنودي ما يسرك ويرضي خاطرك ويرضي أمير المؤمنين ويبهج كل فرد من أفراد الأمة الإسلامية، وفقنا الله لما فيه خير بلادنا وسعادة أوطاننا وعز ديننا، إنه سميع مجيب! (بعد ذلك ينشد رؤساء الفرق والجنود):
سيرى لذريق منا
قوم حرب وطعان
سوف يلقى ما يلاقي
من نكال وامتهان
سوف يلقى قوم نصر
অজানা পৃষ্ঠা
في لظى الحرب العوان
تخطف الأرواح خطفا
بحسام وسنان
فهلموا بابتهاج
نقتل النذل الجبان
ونولي الدين ملكا
زاهرا مثل الجنان (فيجيبهم موسى واقفا):
يا رجالي إن شكري
لا يوفيه الزمان
فلأنتم أهل فضل
অজানা পৃষ্ঠা
وكمال وبيان
ولأنتم أهل رمح
وحسام وسنان
فانصروا الدين بسيف
ونبال وطعان
وعلى الله فسيروا
في سلام وأمان (يخرج الأمير والكل خلفه وينزل الستار.)
الفصل الثالث
الملخص
يرفع الستار على «عارف» الذي تجسس في الفصل الأول على عباد ومريم ونسيم، ويظهر أنه عالم بما يجريه عباد من الدسائس، وأنه سيبلغ كل ما ينوي عليه هو ورفقاؤه إلى طارق، انتقاما من عباد الذي طالما أضره، وخدمة للإسلام. ثم يختفي ويحضر عباد ونسيم، ويدبران دسيسة لإرجاع الجنود، وبعد ذلك يخرج نسيم ويرسل مريم فيخبرها عباد بما اتفق عليه مع نسيم، فتسر لذلك وتأخذ عبادا وتخرج.
অজানা পৃষ্ঠা