ফাতহ আল্লাহ হামিদ মাজিদ ফি শরাহ কিতাব আত-তাওহীদ
فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد
জনগুলি
شرح الباب 18
باب ما جاء في بيان ما يدل من الكتاب والسنة
أن سبب كفر بني آدم بربهم الذي خلقهم من ماء مهين الذي يخرج من بين الصلب والترائب خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث: ظلمة البطن وظلمة الرحم ، وظلمة القميص ثم دبره بأحسن التدبير وهم أجنة في بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا، ثم أذن له بالخروج بالرفق واللين فأدر عليه ثدي أمه بال حليب السائغ إلى حد الفطام ثم أخرج له أسنان منها للقطع ومنها للتنعيم والتطحين، فأنعم عليه من كل نعمة كما قال تعالى: {وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها} . [إبراهيم: 34] . وجعل عليه حفظة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه قال تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله} . [الرعد: 11] . ومع ذلك كله إنهم اتخذوا الشيطان وذريته أولياء من دون الله وأطاعوهم في المعاصي حتى آلت بهم المعاصي إلى الكفر تركهم دينهم الذي فطرهم الله عليه وهو عبادة الله وحده لا شريك له، فزين لهم الشيطان أعمالهم واجتهادهم بالغلو في الصالحين قديما وحديثا، فأحدث عليهم ذلك الشرك بالله في حقه الذي لا يستحقه إلا هو لا إله إلا هو، وقد نهى الله تعالى عن الغلو في كتابه الذي أمر الله عباده باتباعه قال تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه} . [الأعراف: 3] .
পৃষ্ঠা ২৮৩