95

فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله

فتح القوي المتين في شرح الأربعين وتتمة الخمسين للنووي وابن رجب رحمهما الله

প্রকাশক

دار ابن القيم

সংস্করণের সংখ্যা

الأولى

প্রকাশনার বছর

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

প্রকাশনার স্থান

الدمام المملكة العربية السعودية

জনগুলি

بالبدعة"، انظر: حلية الأولياء (١٠/٢٤٤)، وأمَّا الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه (١٠١٧): "مَن سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها وأجر مَن عمل بها" فهو محمولٌ على القدوة الحسنة في الخير، كما هو واضح من سبب الحديث، وهو أنَّ رسول الله ﷺ حثَّ على الصدقة، فأتى رجلٌ من الأنصار بصُرَّة كبيرة، فتابعه الناسُ على الصدقة، فعند ذلك قال رسول الله ﷺ ما قال، وهو محمولٌ أيضًا على مَن أظهر سنَّة الرسول ﷺ وأحياها، كما حصل من عمر ﵁ في جمع الناس على صلاة التراويح في رمضان، فإنَّه إظهارٌ لسنَّته ﷺ؛ لأنَّه ﷺ صلَّى بالناس قيام رمضان في بعض الليالي، وتركه خشية أن يُفرض عليهم، كما في صحيح البخاري (٢٠١٢)، فلمَّا توفي رسول الله ﷺ ذهب ما كان يُخشى من الفرض لانقطاع التشريع بوفاته ﷺ، فبقي الاستحباب، فأظهره عمر ﵁، وهو أيضًا من سنَّة الخلفاء الراشدين، وما جاء عنه ﵁ من قوله: "نعم البدعة"، كما في صحيح البخاري (٢٠١٠) يريد إظهار صلاة التراويح، يُراد به البدعة اللغوية، ومثل ذلك زيادة عثمان ﵁ الأذان يوم الجمعة، وقد وافقه عليه الصحابةُ ﵃، فهو من سنَّة الخلفاء الراشدين، وما جاء عن ابن عمر ﵄ أنَّه بدعة، فهو محمولٌ إن صحَّ على البدعة اللغوية. ٨ مِمَّا يُستفاد من الحديث: ١ استحباب الموعظة والتذكير في بعض الأحيان؛ لِمَا في ذلك من التأثير على القلوب. ٢ حرص الصحابة ﵃ على الخير؛ لطلبهم الوصيَّة منه ﷺ.

1 / 99