Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan
فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
জনগুলি
دخل عليها معاوية يومًا ومعه خادم خصيٌّ، فاستترت منه، وقالت: ما هذا الرجل معك؟ فقال: إنه خصيٌّ، فاظهري عليه. فقالت: ما كانت المثلة لتُحِلَّ له ما حرَّم الله عليه. وحجبته عنها.
وفي رواية أنَّها قالت له: إنَّ مجرد مثلتك له لن تحل ما حرمه الله عليه» (^١).
قلتُ (أحمد): وسيأتي بعد قليل -إن شاء الله- ما يدلُّ على رجحان عقلها، ووثوق معاوية برأيها.
وَلَدتْ ميسون له يزيد، وكان معاوية يحبه، ويتمثل له وهو ينظر إليه:
وإن مات لم تصلح مُزينة بعده ... فنُوطِي عليه يا مزين التمائما (^٢)
وهو الذي عهد إليه معاوية ﵁ بالخلافة من بعده، وكان يقول: «لولا هواي في يزيد لأبصرتُ طريقي» (^٣).
وكذلك وَلدت له بنتًا يُقال لها: أَمَةُ الشارق، وقيل: أَمَةُ ربِّ المشارق، ماتت وهي صغيرة (^٤).
٣ - نائلة بنت عمارة الكلبية:
وهي التي استشار معاوية ﵁ زوجته ميسون في شأنها، واستمع لنصيحتها، وأخذ بمشورتها، وهذا مما يدل على رجاحة عقل ميسون -كما تقدَّم-.
_________
(^١) البداية والنهاية (١١/ ٤٦٣).
(^٢) نسب قريش (ص: ١٢٧). وانظر: البداية والنهاية (١١/ ٣٩٧).
(^٣) في إسناده ضعف: أخرجه ابن أبي الدنيا في العيال (١٥٣)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٥٩/ ٢١٤) من طريق محمد بن الحسن الهمداني، عن مُجالد بن سعيد، عن الشعبي؛ به. ومُجالد هذا قال عنه الحافظ في التقريب (٦٤٧٨): "ليس بالقوي"، وقال عن الهمداني هناك (٥٨٢٠): "ضعيف". وثَمَّ أسانيدُ أخر أوهى من هذا في تاريخ دمشق.
وفي سؤالات السُّلمي (رقم: ٢٧٢) قال الدارقطني: "خَطَبَ معاويةُ فقال في خُطبتِه: لولا هوايَ في يزيدَ لأبصرتُ رُشدي". هكذا مرسلًا.
(^٤) أنساب الأشراف (٥/ ٢٨٥)، تاريخ الطبري (٥/ ٣٢٩)، البداية والنهاية (١١/ ٤٦٣).
1 / 31