Fath Al-Mannan - The Biography of the Commander of the Faithful Muawiyah bin Abi Sufyan
فتح المنان بسيرة أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان
জনগুলি
قال عن هذا الحديث: «لعل هذه منقبة لمعاوية، لقول النبي ﷺ: اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة» (^١).
- الحافظ ابن كثير:
قال معلِّقا على هذا الحديث: «وقد انتفع معاوية بهذه الدعوة في دنياه وأخراه (^٢).
وأما في الآخرة: فقد أتبع مسلم هذا الحديث بالحديث الذي رواه هو والبخاري وغيرهما، من غير وجه عن جماعة من الصحابة، أن رسول الله ﷺ قال: اللهم إنما أنا بشر، فأيما عبد سببته، أو جلدته، أو دعوتُ عليه، وليس لذلك أهلا؛ فاجعل ذلك كفارة وقربة تقربه بها عندك يوم القيامة.
فركَّب مسلم من الحديث الأول وهذا الحديث فضيلة لمعاوية، ولم يورد له غير ذلك» (^٣).
- ابن حجر الهيتمي:
حيث عدَّ هذا الحديث من مناقب معاوية، وساق نحوا من الكلام السابق (^٤).
وأما الجواب عن الاتهام الثاني؛ فنقول:
أولًا: أنه ليس في الحديث أن ابن عباس قال لمعاوية: رسول الله ﷺ يدعوك فتباطأ، وإنما يحتمل أن ابن عباس لما رآه يأكل استحيا أن يدعوه، فجاء وأخبر رسول الله ﷺ أنه يأكل، وكذا في المرة الثانية (^٥).
ثانيًا: على فرض أن ابن عباس أخبر معاوية بطلب النبي ﷺ؛ فيحتمل أن معاوية ظن أن في الأمر سعة، أو كان معتقدا أنه لا يجب على الفور (^٦)، مع احتمالية الجوع الشديد عند معاوية، أو مخافة فساد الطعام، أو غير ذلك (^٧).
(^١) تذكرة الحفاظ (٢/ ١٥)، وسير أعلام النبلاء (٣/ ١٢٣ - ١٢٤).
(^٢) تقدَّم الكلام على وجه انتفاعه بهذه الدعوة في الدنيا.
(^٣) البداية والنهاية (١١/ ٤٠٢).
(^٤) تطهير الجنان (ص: ١٠٣ - ١٠٤).
(^٥) تطهير الجنان (ص: ١٠٣).
(^٦) المصدر السابق.
(^٧) المفهم لما أشكل من تلخيص مسلم (٦/ ٥٨٨).
1 / 268