فتح الكريم اللطيف في شرح باكورة التعريف بالمهم من التصريف
فتح الكريم اللطيف في شرح باكورة التعريف بالمهم من التصريف
জনগুলি
فتح الكريم اللطيف
في شرح باكورة التعريف بالمهمّ من التصريف
للشيخ/ محمد حماد بن أحمد الشنقيطي
شرح
الدكتور/محمد بن عبد الله بن حمود المقشي
1 / 1
تقديم الشيخ العلامة
إبراهيم محمد عبد الله الشنقيطي
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، محمد النبي الأمي، وعلى آله وصحبه، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
وبعد: فإن كتاب فتح الكريم اللطيف في شرح باكورة التعريف بالمهم من التصريف لمؤلِّفه النابغة الفهامة الشيخ محمد بن عبد الله بن حمود المقشي، كتاب نافع، تبصرة للمبتدي، وتذكرة للمنتهي، يلمس فيه قارئه الدقة في المضمون، والوضوح في الأسلوب، نرجو من الله العلي الكريم أن ينفع به، وأن يكتب ثوابه لمؤلفه وقارئه.
كتبه
إبراهيم محمد عبد الله الشنقيطي
1 / 2
تقديم الشيخ الدكتور
عبد الواحد الخميسي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد: فقد اطلعت على الشرح المسمى بفتح الكريم اللطيف في شرح باكورة التعريف بالمهم من التصريف لصاحبه الدكتور محمد بن عبد الله المقشي، فوجدته شرحًا لطيفًا، ورائعًا في بابه، ويتناسب مع مريدي الابتداء في تعلُّم علم الصرف، فهو يعطيهم تصورًا واضحًا عن بعض مواضيع علم الصرف، وهي التي يحتاج إليها طالب العلم ابتداءً، فأسأل الله أن ينفع به، ويجزي المؤلف خير الجزاء، إنه ولي ذلك ومولاه. والحمد لله رب العالمين.
وكتبه
د/ عبد الواحد عبد الله علي الخميسي
رئيس قسم اللغة العربية بجامعة الإيمان
٢٦ جمادى الآخرة ١٤٣٤ هـ
1 / 3
تقديم الشيخ العلامة
وليد أحمد محمود
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه الكريم وبعد:
فقد اطلعتُ على ما كتبه فضيلة الشيخ الدكتور/ محمد بن عبد الله المقشي في شرحه على منظومة "باكورة التعريف بالمهم من التصريف"، والذي أسماه "فتح الكريم اللطيف في شرح باكورة التعريف"، فألفيته شرحًا جليلًا يفك ألفاظها، ويوضح معانيها، من غير تطويل ولا حشو ولا إخلال، وهو شرح ينتفع به العالم، ولا يستغني عنه طالب العلم، فأسأل الله تعالى أن ينفع به، وأن ينفع بمؤلفه.
كتبه/ وليد بن أحمد محمود
أستاذ الأصول واللغة بجامعة الإيمان
1 / 4
نظم باكورة التعريف بالمهم من التصريف
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد:
فهذا شرح لطيف على منظومة الشيخ محمد حمّاد بن أحمد بن سيد الجكني الشنقيطي في علم الصرف المسماة "باكورة التعريف بالمهم من التصريف"، اقتصرت فيه على حلّ ألفاظها، وبيان مرادها، على وجه لطيف خال عن الحشو والتطويل، سميته بـ"فتح الكريم اللطيف في شرح باكورة التعريف بالمهم من التصريف". والله أسأل أن ينفع به، وهو حسبي ونعم الوكيل.
1 / 5
أحمَدُ ربِّي مَن لِكَونٍ صرَّفا ... ........................................
الشرح قال الناظم تبركًا باسم الله العظيم، واقتداء بكتابه الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم) أي: أنظم؛ إذ كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يُضْمِرُ ما جعل التسمية مبدأً له كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال: بسم الله كان المعنى بسم الله أحل، وبسم الله أرتحل، و(الله) عَلَمٌ للذات الواجب الوجود، و(الرحمن الرحيم) اسمان بُنيا للمبالغة من رَحِم، والرحمن ابلغ من الرحيم؛ لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى (أحمدُ ربي) الحمد لغة: الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التعظيم، والربُّ من أسماء الله تعالى (مَنْ لِكَونٍ صرَّفا) أي: الذي صرَّف هذا الكون، فهو المتصرِّف فيه بالخلق والإعدام. وفي قول الناظم: (مَنْ لِكَونٍ صرَّفا) ما يُسمَّى ببراعة الاستهلال، ومعناها عند أهل البلاغة أن يذكر المتكلِّمُ في أول كلامه ما يُشْعِرُ بمقصوده، وهنا قدمَّ الناظم هذه العبارة في أول منظومته ليشير بها إشارة لطيفة إلى ما سيتكلم عنه فيها وهو علم الصرف.
الشرح قال الناظم تبركًا باسم الله العظيم، واقتداء بكتابه الكريم (بسم الله الرحمن الرحيم) أي: أنظم؛ إذ كل فاعل يبدأ في فعله ببسم الله يُضْمِرُ ما جعل التسمية مبدأً له كما أن المسافر إذا حل أو ارتحل فقال: بسم الله كان المعنى بسم الله أحل، وبسم الله أرتحل، و(الله) عَلَمٌ للذات الواجب الوجود، و(الرحمن الرحيم) اسمان بُنيا للمبالغة من رَحِم، والرحمن ابلغ من الرحيم؛ لأن زيادة البناء تدل على زيادة المعنى (أحمدُ ربي) الحمد لغة: الثناء باللسان على الجميل الاختياري على جهة التعظيم، والربُّ من أسماء الله تعالى (مَنْ لِكَونٍ صرَّفا) أي: الذي صرَّف هذا الكون، فهو المتصرِّف فيه بالخلق والإعدام. وفي قول الناظم: (مَنْ لِكَونٍ صرَّفا) ما يُسمَّى ببراعة الاستهلال، ومعناها عند أهل البلاغة أن يذكر المتكلِّمُ في أول كلامه ما يُشْعِرُ بمقصوده، وهنا قدمَّ الناظم هذه العبارة في أول منظومته ليشير بها إشارة لطيفة إلى ما سيتكلم عنه فيها وهو علم الصرف.
1 / 6
................. ... صلّى وسلّم على اللَّذْ شرَّفَا
الشرح (صلّى) المشهور أن الصلاة من الله تعالى بمعنى الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدمي تضرع ودعاء، واختار الحافظ ابن حجر في فتح الباري أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى. (وسلّم) من التسليم بمعنى السلام، قال بعضهم: وإثبات الصلاة والسلام بعد البسملة في صدر الكتب والرسائل حَدَث في زمن ولاية بني هاشم، ثم مضى العمل على استحبابه، ومن العلماء من يختم بهما الكتب أيضًا (^١). (على اللَّذْ شرَّفَا) أي: على الذي رفع قدره ومنزلته، والشرف: العلو والرفعة، و(اللَّذْ) لغة في الذي. _________ (^١) تحفة الحبيب على شرح الخطيب (١/ ٥٠).
الشرح (صلّى) المشهور أن الصلاة من الله تعالى بمعنى الرحمة، ومن الملائكة الاستغفار، ومن الآدمي تضرع ودعاء، واختار الحافظ ابن حجر في فتح الباري أن معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه، وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى. (وسلّم) من التسليم بمعنى السلام، قال بعضهم: وإثبات الصلاة والسلام بعد البسملة في صدر الكتب والرسائل حَدَث في زمن ولاية بني هاشم، ثم مضى العمل على استحبابه، ومن العلماء من يختم بهما الكتب أيضًا (^١). (على اللَّذْ شرَّفَا) أي: على الذي رفع قدره ومنزلته، والشرف: العلو والرفعة، و(اللَّذْ) لغة في الذي. _________ (^١) تحفة الحبيب على شرح الخطيب (١/ ٥٠).
1 / 7
محمدٍ وآلهِ وبعدُ ... .......................................
الشرح (محمدٍ) بدل من (اللَّذْ شرفا)، ومحمدٌ عَلَمٌ على نبينا ﷺ، سماه به جده عبد المطلب إلهامًا من الله تعالى بأنه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة كما رُوي في السِّيَر. (وآله) هم على الأصح مؤمنو بني هاشم وبني المطلب. (وبعدُ) أي: وبعد ما تقدم من الحمد والصلاة والسلام، وهذه الكلمة سواء كانت بعد "أما" أم لا، يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر، ولا يجوز الإتيان بها في أول الكلام، ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات اقتداء برسول الله ﷺ، وقد عقد البخاري لها بابًا في صحيحه، وقد اختُلِف في أول من قالها على ثمانية أقوال جمعها بعضهم في بيتين: جرى الخلف "أما بعدُ" من كان بادئًا ... بها عُدّ أقوالًا وداودُ أقربُ ويعقوبُ أيوبُ الصبورُ وآدمٌ ... وقسٌّ وسحبانٌ وكعبٌ ويعربُ
الشرح (محمدٍ) بدل من (اللَّذْ شرفا)، ومحمدٌ عَلَمٌ على نبينا ﷺ، سماه به جده عبد المطلب إلهامًا من الله تعالى بأنه يكثر حمد الخلق له لكثرة خصاله الحميدة كما رُوي في السِّيَر. (وآله) هم على الأصح مؤمنو بني هاشم وبني المطلب. (وبعدُ) أي: وبعد ما تقدم من الحمد والصلاة والسلام، وهذه الكلمة سواء كانت بعد "أما" أم لا، يؤتى بها للانتقال من أسلوب إلى آخر، ولا يجوز الإتيان بها في أول الكلام، ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات اقتداء برسول الله ﷺ، وقد عقد البخاري لها بابًا في صحيحه، وقد اختُلِف في أول من قالها على ثمانية أقوال جمعها بعضهم في بيتين: جرى الخلف "أما بعدُ" من كان بادئًا ... بها عُدّ أقوالًا وداودُ أقربُ ويعقوبُ أيوبُ الصبورُ وآدمٌ ... وقسٌّ وسحبانٌ وكعبٌ ويعربُ
1 / 8
....................... ... فهاكَ من تصريفِ فِعْلٍ عِقْدُ
فإنهُ فنٌّ جليلُ القدرِ ... وجَهْلُهُ بالمرء حقًا مُزر
الشرح (فهاكَ) هاك: اسم فعل أمر بمعنى خُذ (مِن تصْريفِ فِعْلٍ عِقْدُ) شبَّهَ نظمه بالعِقد المنظوم من الجوهر والخرز ونحوهما الذي يُعَلَّق بالرقبة، وخصّ التصريف بالفعل في قوله (مِن تصْريفِ فِعْلٍ) لكونه لم يتكلم في هذه المنظومة إلا عن تصريف الفعل خاصة، والأصالة في التصريف إنما هي للأفعال؛ لكثرة تغييرها، وإنما دخل الأسماءَ حمْلًا لها على الأفعال. (فإنهُ) أي: علم الصرف (فنٌ جليلُ القدرِ) أي: عظيم المنزلة، فهو من أجل العلوم العربية وأعظمها خطرًا؛ لأنه يجري في الصميم من الألفاظ العربية، ويجري منها مجرى المعيار والميزان. (وجَهْلُهُ بالمرء حقًا مُزرِ) أي: أن جهْل طالب العلم بعلم الصرف يُلْحِقُ به العيب، ويَنْقُصُ من مرتبته.
الشرح (فهاكَ) هاك: اسم فعل أمر بمعنى خُذ (مِن تصْريفِ فِعْلٍ عِقْدُ) شبَّهَ نظمه بالعِقد المنظوم من الجوهر والخرز ونحوهما الذي يُعَلَّق بالرقبة، وخصّ التصريف بالفعل في قوله (مِن تصْريفِ فِعْلٍ) لكونه لم يتكلم في هذه المنظومة إلا عن تصريف الفعل خاصة، والأصالة في التصريف إنما هي للأفعال؛ لكثرة تغييرها، وإنما دخل الأسماءَ حمْلًا لها على الأفعال. (فإنهُ) أي: علم الصرف (فنٌ جليلُ القدرِ) أي: عظيم المنزلة، فهو من أجل العلوم العربية وأعظمها خطرًا؛ لأنه يجري في الصميم من الألفاظ العربية، ويجري منها مجرى المعيار والميزان. (وجَهْلُهُ بالمرء حقًا مُزرِ) أي: أن جهْل طالب العلم بعلم الصرف يُلْحِقُ به العيب، ويَنْقُصُ من مرتبته.
1 / 9
ذَكرتُ منهُ ما تَمَسُّ الحاجةُ ... إليهِ والربُّ بهِ الإِعانَةُ
سمَّيتُهُ باكُورَةَ التعريفِ ... بِما يهُمُّنَا مِن التَصْرِيف
الشرح (ذَكرتُ منهُ ما تَمَسُّ الحاجةُ إِليهِ) أي: أنه ذَكَر مما يتعلق بتصريف الأفعال ما لا بدّ منه (والربُّ بهِ الإِعانَةُ) أي: أن الإعانة تُطلب من الله سبحانه لا من غيره، فتقديم المعمول في قوله: (والربُّ بهِ) يفيد الحصر. (سمَّيتُهُ باكُورَةَ التعريفِ) أي: أنه سمَّى نظمه هذا (باكورة التعريف) وباكورة الشيء أوَّلُه، فهي أول التعريف بعلم الصرف؛ لأنه ذكر فيها أهم القواعد التي لابد منها لطالب هذا الفن. (بِما يهُمُّنَا مِن التَصْرِيفِ) أي: بالأهم من علم التصريف؛ لأن العلم كثير والعمر قصير فيُقدِّم طالب العلم الأهم فالأهم، ولذا قال ابن الوردي: والعُمْرُ عن تحصيلِ كُلِّ علمِ ... يقصرُ فابدأْ منهُ بالأهمّ
الشرح (ذَكرتُ منهُ ما تَمَسُّ الحاجةُ إِليهِ) أي: أنه ذَكَر مما يتعلق بتصريف الأفعال ما لا بدّ منه (والربُّ بهِ الإِعانَةُ) أي: أن الإعانة تُطلب من الله سبحانه لا من غيره، فتقديم المعمول في قوله: (والربُّ بهِ) يفيد الحصر. (سمَّيتُهُ باكُورَةَ التعريفِ) أي: أنه سمَّى نظمه هذا (باكورة التعريف) وباكورة الشيء أوَّلُه، فهي أول التعريف بعلم الصرف؛ لأنه ذكر فيها أهم القواعد التي لابد منها لطالب هذا الفن. (بِما يهُمُّنَا مِن التَصْرِيفِ) أي: بالأهم من علم التصريف؛ لأن العلم كثير والعمر قصير فيُقدِّم طالب العلم الأهم فالأهم، ولذا قال ابن الوردي: والعُمْرُ عن تحصيلِ كُلِّ علمِ ... يقصرُ فابدأْ منهُ بالأهمّ
1 / 10
..................................
الشرح والمبنى والوزن والصيغة والهيئة ألفاظ مترادفة، يقال: بنية الكلمة - أي: وزنها- والمراد بالبناء هيئة الكلمة التي يُمكن أن يُشاركها فيها غيرها، وهذه الهيئة عبارة عن عدد حروف الكلمة، وترتيبها، وحركاتها وسكناتها، مع اعتبار الحروف الزائدة والأصلية، فـ"رَجُل" - مثلًا - على هيئةٍ وصفةٍ يمكن أن يشاركه فيها كلمة "عَضُد" ونحوها مما كان على ثلاثة أحرف أولها مفتوح والثاني منها مضموم. فعلم الصرف إنما يُبحثُ فيه عن أحوال أبنية الكلمة التي ليست بإعراب ولا بناء، وعلم النحو يُبحث فيه عن أواخر الكلِم من إعراب وبناء. وموضوعه: الكلمات العربية من حيث البحث عن صحتها واعتلالها، وأصالتها وزيادتها ونحو ذلك، ويختص بالأسماء المتمكنة - المعربة - والأفعال المتصرفة، فالحرف بجميع أنواعه، والأسماء المبنية، والأفعال الجامدة لا يجري البحث عنها في علم الصرف.
الشرح والمبنى والوزن والصيغة والهيئة ألفاظ مترادفة، يقال: بنية الكلمة - أي: وزنها- والمراد بالبناء هيئة الكلمة التي يُمكن أن يُشاركها فيها غيرها، وهذه الهيئة عبارة عن عدد حروف الكلمة، وترتيبها، وحركاتها وسكناتها، مع اعتبار الحروف الزائدة والأصلية، فـ"رَجُل" - مثلًا - على هيئةٍ وصفةٍ يمكن أن يشاركه فيها كلمة "عَضُد" ونحوها مما كان على ثلاثة أحرف أولها مفتوح والثاني منها مضموم. فعلم الصرف إنما يُبحثُ فيه عن أحوال أبنية الكلمة التي ليست بإعراب ولا بناء، وعلم النحو يُبحث فيه عن أواخر الكلِم من إعراب وبناء. وموضوعه: الكلمات العربية من حيث البحث عن صحتها واعتلالها، وأصالتها وزيادتها ونحو ذلك، ويختص بالأسماء المتمكنة - المعربة - والأفعال المتصرفة، فالحرف بجميع أنواعه، والأسماء المبنية، والأفعال الجامدة لا يجري البحث عنها في علم الصرف.
1 / 11
................................
الشرح والتصريف لغةً: مطلق التغيير، ومنه تصريف الرياح، أي تغييرها، وتقلّبها. واصطلاحًا: عِلْمٌ يُبحَثُ فيه عن أحوال أبنية الكلمة العربية، وما لحروفها من أصالة وزيادة، وصحة وإعلال ونحو ذلك. والأبنية جمع بناء، والبناء والبِنية والبُنية وواضعه: معاذ بن مسلم الهرَّاء (^١). وثمرته: صون اللسان عن الخطأ في المفردات العربية، وتأديته إلى فهم اللغة الموصلة إلى فهم كتاب الله تعالى، وبمعرفته تُضبط الصِّيَغ وتصغيرها والنسبة إليها. واستمداده: من الكتاب، والسنة، وكلام العرب. وحكمه: الوجوب الكفائي. ومسائله: قضاياه التي تُذكر فيه كقولنا: ضَرَبَ فِعْلٌ مجرّد، وأكْرَمَ فِعْلٌ مزيد، وفَعُلَ بضمِّ العين مضارعه يَفْعُل، إلى غير ذلك. _________ (^١) نسبةً إلى بيع الثياب الهروية. ..............................
الشرح
الشرح والتصريف لغةً: مطلق التغيير، ومنه تصريف الرياح، أي تغييرها، وتقلّبها. واصطلاحًا: عِلْمٌ يُبحَثُ فيه عن أحوال أبنية الكلمة العربية، وما لحروفها من أصالة وزيادة، وصحة وإعلال ونحو ذلك. والأبنية جمع بناء، والبناء والبِنية والبُنية وواضعه: معاذ بن مسلم الهرَّاء (^١). وثمرته: صون اللسان عن الخطأ في المفردات العربية، وتأديته إلى فهم اللغة الموصلة إلى فهم كتاب الله تعالى، وبمعرفته تُضبط الصِّيَغ وتصغيرها والنسبة إليها. واستمداده: من الكتاب، والسنة، وكلام العرب. وحكمه: الوجوب الكفائي. ومسائله: قضاياه التي تُذكر فيه كقولنا: ضَرَبَ فِعْلٌ مجرّد، وأكْرَمَ فِعْلٌ مزيد، وفَعُلَ بضمِّ العين مضارعه يَفْعُل، إلى غير ذلك. _________ (^١) نسبةً إلى بيع الثياب الهروية. ..............................
الشرح
1 / 12
باب أبنية المجرَّد
الشرح (بابُ أَبْنيةِ المجرَّدِ) الأبنية كما تقدم جمع بناء، والمراد بأبنية المجرد الصِّيَغ التي يأتي على وزنها الفعل المجرد. وقبل أن نذكر هذه الأوزان للمجرَّد نبيِّن أن الفعل ينقسم إلى مجرد ومزيد: فالمجرد عن الزيادة هو: الفعل الذي جميع حروفه أصلية. والحرف الأصلي هو: الحرف الذي يلزم الكلمة في جميع تصاريفها. والفعل المزيد هو: الذي فيه حرف زائد أو أكثر. والحرف الزائد هو: الحرف الذي يسقط في بعض تصاريف الكلمة مثل الألف من "قاتَلَ، ضارَبَ" والتاء والألف في "تقاتَلَ، تغافَلَ" والهمزة والسين والتاء في "استغفر، استقام".
الشرح (بابُ أَبْنيةِ المجرَّدِ) الأبنية كما تقدم جمع بناء، والمراد بأبنية المجرد الصِّيَغ التي يأتي على وزنها الفعل المجرد. وقبل أن نذكر هذه الأوزان للمجرَّد نبيِّن أن الفعل ينقسم إلى مجرد ومزيد: فالمجرد عن الزيادة هو: الفعل الذي جميع حروفه أصلية. والحرف الأصلي هو: الحرف الذي يلزم الكلمة في جميع تصاريفها. والفعل المزيد هو: الذي فيه حرف زائد أو أكثر. والحرف الزائد هو: الحرف الذي يسقط في بعض تصاريف الكلمة مثل الألف من "قاتَلَ، ضارَبَ" والتاء والألف في "تقاتَلَ، تغافَلَ" والهمزة والسين والتاء في "استغفر، استقام".
1 / 13
وَزْنُ المُجَرَّدِ لدَيْهِمْ فَعَلا ... فَعِلَ مَعْ فَعُلَ ثُمَّ فَعْلَلا
الشرح والزيادة إما أن تكون تكريرًا لأصلٍ أو لا، فإن كانت تكريرًا لأصلٍ فلا تختص بأحرف الزيادة، وإن لم تكن تكريرًا لأصلٍ فلا تكون إلا من أحد الأحرف العشرة التي يجمعها قولك: "سألتمونيها"، وتسمى هذه الأحرف بأحرف الزيادة، ومعنى تسميتها بأحرف الزيادة أنه لا يزاد لغير التكرير إلا منها، وليس المعنى أن هذه الأحرف لا تقع في الكلام إلا زائدة؛ فإنها قد تقع أصلية نحو "مات، سأل". قال: (وَزْنُ المُجَرَّدِ ... إلخ البيت) ذكر الناظم في هذا البيت أوزان الفعل المجرد، وهي أربعة أوزان، ثلاثة منها للماضي الثلاثي، وواحد للماضي الرباعي. أما أوزان الثلاثي فهي: ١ - "فَعَلَ" بفتح العين مثل: ضَرَبَ، نَصَرَ، دَخَلَ، خَرَجَ، أَكَلَ. ٢ - "فَعِلَ" بكسر العين مثل: مَرِضَ، فَرِحَ، عَجِلَ، غَلِطَ، فَشِلَ. ٣ - "فَعُلَ" بضم العين مثل: عَظُمَ، كَرُمَ، كَبُرَ، صَغُرَ.
الشرح والزيادة إما أن تكون تكريرًا لأصلٍ أو لا، فإن كانت تكريرًا لأصلٍ فلا تختص بأحرف الزيادة، وإن لم تكن تكريرًا لأصلٍ فلا تكون إلا من أحد الأحرف العشرة التي يجمعها قولك: "سألتمونيها"، وتسمى هذه الأحرف بأحرف الزيادة، ومعنى تسميتها بأحرف الزيادة أنه لا يزاد لغير التكرير إلا منها، وليس المعنى أن هذه الأحرف لا تقع في الكلام إلا زائدة؛ فإنها قد تقع أصلية نحو "مات، سأل". قال: (وَزْنُ المُجَرَّدِ ... إلخ البيت) ذكر الناظم في هذا البيت أوزان الفعل المجرد، وهي أربعة أوزان، ثلاثة منها للماضي الثلاثي، وواحد للماضي الرباعي. أما أوزان الثلاثي فهي: ١ - "فَعَلَ" بفتح العين مثل: ضَرَبَ، نَصَرَ، دَخَلَ، خَرَجَ، أَكَلَ. ٢ - "فَعِلَ" بكسر العين مثل: مَرِضَ، فَرِحَ، عَجِلَ، غَلِطَ، فَشِلَ. ٣ - "فَعُلَ" بضم العين مثل: عَظُمَ، كَرُمَ، كَبُرَ، صَغُرَ.
1 / 14
كَتَبَ مَعْ عَلِمَ ثُمَّ ظَرُفَا ... دَحْرَجَ ...........................
الشرح أما وزن الرباعي فهو: "فَعْلَلَ" بسكون العين وفتح ما عداها، مثل: بَعْثَرَ، حَشْرَجَ، هَذْرَمَ، بَرْطَمَ (^١)، عربَدَ (^٢). ثم شرع الناظم في البيت التالي في التمثيل للأوزان الأربعة المتقدمة فقال: (كَتَبَ مَعْ عَلِمَ ثُمَّ ظَرُفَا دَحْرَجَ). فقوله: "كتَبَ" مثال للوزن الأول "فَعَلَ" بفتح العين. وقوله: "عَلِمَ" مثال للوزن الثاني "فَعِلَ" بكسر العين. وقوله: "ظَرُفَ" مثال للوزن الثالث "فَعُلَ" بضم العين. وقوله: "دَحْرَجَ" مثال لوزن الرباعي "فَعْلَلَ". _________ (^١) أي: عبس وجهه، وانتفخ غضبًا. (^٢) أي: ساء خلقه.
الشرح أما وزن الرباعي فهو: "فَعْلَلَ" بسكون العين وفتح ما عداها، مثل: بَعْثَرَ، حَشْرَجَ، هَذْرَمَ، بَرْطَمَ (^١)، عربَدَ (^٢). ثم شرع الناظم في البيت التالي في التمثيل للأوزان الأربعة المتقدمة فقال: (كَتَبَ مَعْ عَلِمَ ثُمَّ ظَرُفَا دَحْرَجَ). فقوله: "كتَبَ" مثال للوزن الأول "فَعَلَ" بفتح العين. وقوله: "عَلِمَ" مثال للوزن الثاني "فَعِلَ" بكسر العين. وقوله: "ظَرُفَ" مثال للوزن الثالث "فَعُلَ" بضم العين. وقوله: "دَحْرَجَ" مثال لوزن الرباعي "فَعْلَلَ". _________ (^١) أي: عبس وجهه، وانتفخ غضبًا. (^٢) أي: ساء خلقه.
1 / 15
........................... ... ......... تمثيلٌ بِلَفٍّ قد وفا
الشرح ثم قال: (تمثيلٌ بِلَفٍّ قد وفا) اللف والنشر من المحسنات المعنوية وهو: ذِكْرُ متعدِّد على التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما لكل من غير تعيين (^١) اعتمادًا على أن السامع الفطِن يردُّ إلى كلٍ منهما ما هو له، فإذا أتى المتكلم بمتعدّدٍ، وبعده جاء بمتعدّد آخر يتعلّق كلّ فرد من أفراده بفرد من أفراد السابق بالتفصيل ودون تعيين سُمِّيَ صَنيعُه هذا "لفًَّا ونشرًا"، فإن كان على الترتيب بأن كان الأول للأول والثاني للثاني وهكذا فاللف والنشر على الترتيب، وإلا فعلى غير الترتيب. وهنا حصل اللف على الترتيب فالناظم مثّلَ للأوزان الأربعة المذكورة في البيت السابق على حسب ترتيبها في الذِّكْر، فبدأ بالتمثيل لفَعَلَ بـ"كتَبَ"، ثم مثَّل لِفَعِلَ بـ"عَلِمَ"، ثم مثَّلَ لِفَعُلَ بـ"ظَرُفَ"، ثم مثّلَ لِفَعْلَلَ بـ"دحْرَجَ". وقوله: (قد وفا) يقال: وَفَى الشيء يَفِي أي: تمَّ. _________ (^١) فإن عيّن سُمي ذلك تقسيمًا لا لفًا ونشرًا.
الشرح ثم قال: (تمثيلٌ بِلَفٍّ قد وفا) اللف والنشر من المحسنات المعنوية وهو: ذِكْرُ متعدِّد على التفصيل أو الإجمال، ثم ذكر ما لكل من غير تعيين (^١) اعتمادًا على أن السامع الفطِن يردُّ إلى كلٍ منهما ما هو له، فإذا أتى المتكلم بمتعدّدٍ، وبعده جاء بمتعدّد آخر يتعلّق كلّ فرد من أفراده بفرد من أفراد السابق بالتفصيل ودون تعيين سُمِّيَ صَنيعُه هذا "لفًَّا ونشرًا"، فإن كان على الترتيب بأن كان الأول للأول والثاني للثاني وهكذا فاللف والنشر على الترتيب، وإلا فعلى غير الترتيب. وهنا حصل اللف على الترتيب فالناظم مثّلَ للأوزان الأربعة المذكورة في البيت السابق على حسب ترتيبها في الذِّكْر، فبدأ بالتمثيل لفَعَلَ بـ"كتَبَ"، ثم مثَّل لِفَعِلَ بـ"عَلِمَ"، ثم مثَّلَ لِفَعُلَ بـ"ظَرُفَ"، ثم مثّلَ لِفَعْلَلَ بـ"دحْرَجَ". وقوله: (قد وفا) يقال: وَفَى الشيء يَفِي أي: تمَّ. _________ (^١) فإن عيّن سُمي ذلك تقسيمًا لا لفًا ونشرًا.
1 / 16
فصلٌ في تصريفِ المضارعِ
فَعُلَ بالضَمِّ اللُّزُومَ تَلْزَمُ ... ......................................
الشرح فصلٌ في تصريفِ المضارعِ لمّا انتهى الناظم من الكلام على أوزان الفعل المجرد شرع في الكلام على مضارِع كل وزن من الأوزان الأربعة المتقدِّمة فقال: (فَعُلَ بالضَمِّ اللُّزُومَ تَلْزَمُ) أي: أن "فَعُلَ" بضم العين تُلازِم اللزوم، فلا يأتي فعلُها إلا لازمًا. والفعل اللَاّزم هو: الذي يلزم فاعله، أي: يكتفي به فليس له مفعول نحو: قام زيد، قعد عمرو، خرج بكرٌ، أو له مفعول ولكن لا يتعدَّى إليه إلا بواسطة حرف الجر نحو: مررت بزيدٍ. والفعل المتعدِّي هو: الذي يصل إلى المفعول به بغير حرف جر نحو: ضربتُ زيدًا، أكرمتُ عمرًا.
الشرح فصلٌ في تصريفِ المضارعِ لمّا انتهى الناظم من الكلام على أوزان الفعل المجرد شرع في الكلام على مضارِع كل وزن من الأوزان الأربعة المتقدِّمة فقال: (فَعُلَ بالضَمِّ اللُّزُومَ تَلْزَمُ) أي: أن "فَعُلَ" بضم العين تُلازِم اللزوم، فلا يأتي فعلُها إلا لازمًا. والفعل اللَاّزم هو: الذي يلزم فاعله، أي: يكتفي به فليس له مفعول نحو: قام زيد، قعد عمرو، خرج بكرٌ، أو له مفعول ولكن لا يتعدَّى إليه إلا بواسطة حرف الجر نحو: مررت بزيدٍ. والفعل المتعدِّي هو: الذي يصل إلى المفعول به بغير حرف جر نحو: ضربتُ زيدًا، أكرمتُ عمرًا.
1 / 17
..................... ... وَضَمُّ ما ضَارعَ مِنها يُعْلَمُ
وافْتَحْ لَهُ مِنْ ذاتِ كَسْرِ الماضِيْ ... ......................................
الشرح وعلامته: أن تتصل به هاء ضمير لا ترجع إلى المصدر، نحو: "البابُ أغلقتُهُ". فالضمير - الهاء - مفعول به يرجع إلى الباب وهو غير مصدر. فـ"فَعُلَ" بضم العين لا يكون إلا لازمًا، نحو: " كَرُمَ، شَجُعَ، حَسُنَ، قَبُحَ، قَصُرَ، فَظُعَ". قال: (وَضَمُّ ما ضَارعَ مِنها يُعْلَمُ) أي: أن كل فِعْلٍ على وزن "فَعُل" يأتي المضارع منه دائمًا على وزن"يَفْعُل" بضم العين، نحو: " كَرُمَ يكْرُم، حَسُنَ يحْسُن، قَبُحَ يقْبُح، قَصُرَ يقْصُر، عَظُمَ يعْظُم، شرُفَ يشرُفُ" وهكذا. قال: (وافْتَحْ لَهُ) أي: للمضارع (مِنْ ذاتِ كَسْرِ الماضِيْ) أي: من "فَعِلَ" بكسر العين، فكلُّ فِعْلٍ على وزن "فَعِلَ" بكسر العين فإن المضارع منه يأتي على وزن "يَفْعَل" بفتح العين، نحو: "فرِحَ يفْرَح، حزِن يَحْزَن، عطِش يعطَش، شَرِب يشرَب، شبِع يشبَع، علِم يعلَم، رضِي يرضَى، سكِر يسكَر، غضِب يغضَب" وهكذا.
الشرح وعلامته: أن تتصل به هاء ضمير لا ترجع إلى المصدر، نحو: "البابُ أغلقتُهُ". فالضمير - الهاء - مفعول به يرجع إلى الباب وهو غير مصدر. فـ"فَعُلَ" بضم العين لا يكون إلا لازمًا، نحو: " كَرُمَ، شَجُعَ، حَسُنَ، قَبُحَ، قَصُرَ، فَظُعَ". قال: (وَضَمُّ ما ضَارعَ مِنها يُعْلَمُ) أي: أن كل فِعْلٍ على وزن "فَعُل" يأتي المضارع منه دائمًا على وزن"يَفْعُل" بضم العين، نحو: " كَرُمَ يكْرُم، حَسُنَ يحْسُن، قَبُحَ يقْبُح، قَصُرَ يقْصُر، عَظُمَ يعْظُم، شرُفَ يشرُفُ" وهكذا. قال: (وافْتَحْ لَهُ) أي: للمضارع (مِنْ ذاتِ كَسْرِ الماضِيْ) أي: من "فَعِلَ" بكسر العين، فكلُّ فِعْلٍ على وزن "فَعِلَ" بكسر العين فإن المضارع منه يأتي على وزن "يَفْعَل" بفتح العين، نحو: "فرِحَ يفْرَح، حزِن يَحْزَن، عطِش يعطَش، شَرِب يشرَب، شبِع يشبَع، علِم يعلَم، رضِي يرضَى، سكِر يسكَر، غضِب يغضَب" وهكذا.
1 / 18
......................... ... تَغْلِبُ في الألوانِ والأعراضِ
واكْسِرْهُ فِي "وَرِثْ""وَرِمْ""وَلِي" "وَثِقْ" ... "وَرِيَ مُخٌّ" و"وَرِعْ" "وَفِقْ" "وَمِقْ"
الشرح وقوله: (تَغْلِبُ في الألوانِ والأعراضِ) أي: أن صيغة "فَعِل" بكسر العين الغالب عليها أنها تأتي دالّةً على الألوان والأعراض. والأعراض: هي الصفات التي لا تلازم الذات، بل تأتي وتزول كالمرض، والفرح. مثال ما دلّ على الألوان: حَمِرَ، سَوِدَ، خَضِرَ، صَفِرَ. ومثال ما دل على الأعراض: فَرِحَ، حَزِنَ، مَرِضَ، بَرِصَ، جَرِبَ، نَشِطَ، شَبِعَ، عَطِشَ، تَعِبَ. قال: (واكْسِرْهُ فِي "وَرِثْ" "وَرِمْ" ... إلخ البيت) تقدم في البيت السابق أن المضارع من "فَعِلَ" بكسر العين الأصل فيه أن يأتي مفتوحًا كـ"يَفْرَح"، وهناك أفعال على وزن "فعِلَ" بكسر العين لم يُسمع في مضارعها إلا الكسر الشاذ، وعددها ثلاثة عشر، ذكر الناظم منها ثمانية أفعال، وهي: "وَرِثَ يَرِثُ، وَرِمَ الجرحُ يَرِمُ، وَلِيَ يلِي، وَثِقَ يثِقُ، وَرِيَ.
الشرح وقوله: (تَغْلِبُ في الألوانِ والأعراضِ) أي: أن صيغة "فَعِل" بكسر العين الغالب عليها أنها تأتي دالّةً على الألوان والأعراض. والأعراض: هي الصفات التي لا تلازم الذات، بل تأتي وتزول كالمرض، والفرح. مثال ما دلّ على الألوان: حَمِرَ، سَوِدَ، خَضِرَ، صَفِرَ. ومثال ما دل على الأعراض: فَرِحَ، حَزِنَ، مَرِضَ، بَرِصَ، جَرِبَ، نَشِطَ، شَبِعَ، عَطِشَ، تَعِبَ. قال: (واكْسِرْهُ فِي "وَرِثْ" "وَرِمْ" ... إلخ البيت) تقدم في البيت السابق أن المضارع من "فَعِلَ" بكسر العين الأصل فيه أن يأتي مفتوحًا كـ"يَفْرَح"، وهناك أفعال على وزن "فعِلَ" بكسر العين لم يُسمع في مضارعها إلا الكسر الشاذ، وعددها ثلاثة عشر، ذكر الناظم منها ثمانية أفعال، وهي: "وَرِثَ يَرِثُ، وَرِمَ الجرحُ يَرِمُ، وَلِيَ يلِي، وَثِقَ يثِقُ، وَرِيَ.
1 / 19
وجْهانِ منْهُ في "حَسِبْ" "نَعِمْ" "بَئِسْ" ... "وَغِرْ" "وَحِرْ" "وَلِهْ" "وَهِلْ" "يَبِسْ" "يَئِسْ"
الشرح المخُّ يَرِي، وَرِعَ الرجلُ يرِعُ، وَفِقَ الفرسُ يفِقُ، وَمِقَ يمِقُ"، فهذه الأفعال الثمانية لم ترد في اللغة العربية إلا بكسر المضارع، مع أن القياس في مضارعها الفتح. ومعنى وَرِمَ أي: انتفخ، ووَرِيَ المخّ أي: كَثُر، ووَرِعَ أي: ترك الشبهات خشية الوقوع في الحرام، ووَفِقَ الفرس أي: حَسُنَ، ووفِقتَ أمرك أي: وجدتَه موافقًا، ووَمِقَ أي: أَحَبَّ. قال: (وجْهانِ منْهُ في "حَسِبْ" "نَعِمْ" ... إلخ البيت) بعد أن ذكر الناظم ما سُمِع فيه الكسر فقط من مضارع "فَعِلَ"، شرع في الكلام على الأفعال التي سُمِعَ فيها الوجهان الفتح المقيس، والكسر الشاذ وهي اثنا عشر فعلًا ذكر منها الناظم في هذا البيت تسعة وهي: حسِب يحسَب ويحسِب، نَعِمَ ينعَم وينعِم، بَئِس يبأَس ويبئِس، وَغِرَ يَوغَرُ ويغِرُ، وَحِرَ يَوحَرُ ويحِرُ، وَلِهَ يولَه ويلِه، وَهِلَ يوهَل ويهِلُ، يبِسَ ييبَس وييبِس، يَئِس ييأَس وييئِس". ومعنى حسِبَ أي: ظَنَّ، ونَعِمَ الرجلُ أي: حسنت حاله، وبئِس إذا ساءت حاله، ووَغِرَ صدرهُ أي: توقَّد غيظًا، ووحِرَ أي: امتلأ حقدًا، وَوَلِهَ فهو وَالِهٌ ووَلْهَانُ إذا كاد أن يذهب عقله لفقد محبوب من أهل ومال، وَوَهِلَ عن الشيء نَسِيَهُ، ويَبِسَ الشجر ذهبت نداوته - رطوبته-، ويَئِسَ إذا انقطع رجاؤه. ولما انتهى من الكلام على مضارع "فَعُلَ"بضم العين، و"فَعِلَ" بكسر العين، انتقل إلى الكلام على مضارع "فَعَلَ" بفتح العين
الشرح المخُّ يَرِي، وَرِعَ الرجلُ يرِعُ، وَفِقَ الفرسُ يفِقُ، وَمِقَ يمِقُ"، فهذه الأفعال الثمانية لم ترد في اللغة العربية إلا بكسر المضارع، مع أن القياس في مضارعها الفتح. ومعنى وَرِمَ أي: انتفخ، ووَرِيَ المخّ أي: كَثُر، ووَرِعَ أي: ترك الشبهات خشية الوقوع في الحرام، ووَفِقَ الفرس أي: حَسُنَ، ووفِقتَ أمرك أي: وجدتَه موافقًا، ووَمِقَ أي: أَحَبَّ. قال: (وجْهانِ منْهُ في "حَسِبْ" "نَعِمْ" ... إلخ البيت) بعد أن ذكر الناظم ما سُمِع فيه الكسر فقط من مضارع "فَعِلَ"، شرع في الكلام على الأفعال التي سُمِعَ فيها الوجهان الفتح المقيس، والكسر الشاذ وهي اثنا عشر فعلًا ذكر منها الناظم في هذا البيت تسعة وهي: حسِب يحسَب ويحسِب، نَعِمَ ينعَم وينعِم، بَئِس يبأَس ويبئِس، وَغِرَ يَوغَرُ ويغِرُ، وَحِرَ يَوحَرُ ويحِرُ، وَلِهَ يولَه ويلِه، وَهِلَ يوهَل ويهِلُ، يبِسَ ييبَس وييبِس، يَئِس ييأَس وييئِس". ومعنى حسِبَ أي: ظَنَّ، ونَعِمَ الرجلُ أي: حسنت حاله، وبئِس إذا ساءت حاله، ووَغِرَ صدرهُ أي: توقَّد غيظًا، ووحِرَ أي: امتلأ حقدًا، وَوَلِهَ فهو وَالِهٌ ووَلْهَانُ إذا كاد أن يذهب عقله لفقد محبوب من أهل ومال، وَوَهِلَ عن الشيء نَسِيَهُ، ويَبِسَ الشجر ذهبت نداوته - رطوبته-، ويَئِسَ إذا انقطع رجاؤه. ولما انتهى من الكلام على مضارع "فَعُلَ"بضم العين، و"فَعِلَ" بكسر العين، انتقل إلى الكلام على مضارع "فَعَلَ" بفتح العين
1 / 20