فتاوى الخمر والمخدرات

ইবনে তাইমিয়া d. 728 AH
8

فتاوى الخمر والمخدرات

فتاوى الخمر والمخدرات

তদারক

أبو المجد أحمد حرك

প্রকাশক

دار البشير والكوثر للطباعة والنشر

هكذا وظف المستعمرون سموم الخمر والمخدرات في استعباد الشعوب ، ولم يزل هذا السلاح الفتاك مشرعًا في وجه شعوبنا المخدرة سلفًا بالجهل، والموبوءة بدائها العضال: داء البعد عن دينها الحنيف وشريعتها الغراء.

وفي ظل هذا الوضع لا تجدي شيئًا حملات الضبط، وتشديد العقوبة، وإحكام المراقبة، مادام الوازع الديني الصاد عن هذه السموم متجاهلًا مستبعدًا، فواقع الحال أن ضخامة كميات المخدرات المضبوطة، وتنوعها الواسع، واستعمال شتى الوسائل المبتكرة والحيل في التهريب - حتى استعمال طائرات الهليكوبتر - كل ذلك إنما يدل دلالة قطعية على انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات بشكل واسع، أكثر بكثير مما يبدو من النظرة السطحية الأولى، فلو لم يكن (الزبون) متوفرًا بالقدر الكافي لما استمات تجار ومهربي المخدرات في ترويج هذه السموم الفتاكة سعيًا وراء الثروة الحرام، من جيوب الضحايا وصحتهم، وعلى حساب الأخلاق والأمن في المجتمع بأسره.

ولقد ساعد تنوع المخدرات على رواجها، وعلى صعوبة مراقبتها من طرف السلطات في بلادنا المسلمة، فانتشرت في أوساط الشباب أنواع عديدة من الحقن والأقراص والبودرة، وتعددت الأسماء من حشيش وأفيون إلى هيروين إلى مورفين إلى كوكايين إلى ماراجوانا إلى قات، إلى أسماء أخرى تشترك جميعها في تأثيرها المتلف على العقول والأجساد والأخلاق، ومساهمتها في إشاعة أنماط السلوك الإجرامي واللاأخلاقي في المجتمع.

لقد أثبتت الإحصاءات أن نسبة لا يستهان بها من جرائم الاعتداء على الغير، وعلى ممتلكات الآخرين، وأعراضهم، إنما تتم بسبب مباشر أو غير مباشر من تعاطي أنواع من الخمور والمخدرات. خاصة وأن إدمان الأنواع الحديثة منها باهظ التكلفة، ولا يكفي لإشباعه الدخل الشريف المحدود، مما يعتبر مزلقًا للسلوك الإجرامي والعنف، لاسيما بين الشباب والطلبة والفئات الدنيا من المجتمع.

8