فتاوى الخمر والمخدرات
فتاوى الخمر والمخدرات
তদারক
أبو المجد أحمد حرك
প্রকাশক
دار البشير والكوثر للطباعة والنشر
● وقال رحمه الله فى حرمة الخبيث (١٧٩ - ١٨٠ / ١٧ ):
وقوله تعالى: ((ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)) (٨٨) إخبار عنه أنه سيفعل ذلك، فأحل النبي صلى الله عليه وسلم الطيبات وحرم الخبائث مثل كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير فإنها عادية باغية، فإذا أكلها الناس - والغاذي شبيه بالمغتذي - صار في أخلاقهم شوب من أخلاق هذه البهائم وهو البغي والعدوان، كما حرم الدم المسفوح لأنه مجمع قوى النفس الشهوية الغضبية، وزيادته توجب طغيان هذه القوى، وهو مجرى الشيطان من البدن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم) (٨٩). ولهذا كان شهر رمضان إذا دخل صفدت الشياطين، لأن الصوم جنة.
فالطيبات التي أباحها هي المطاعم النافعة للعقول والأخلاق، والخبائث هي الضارة للعقول والأخلاق، كما أن الخمر أم الخبائث لأنها تفسد العقول والأخلاق، فأباح الله للمتقين الطيبات التي يستعينون بها على عبادة ربهم التي خلقوا لها، وحرم عليهم الخبائث التي تضرهم في المقصود الذي خلقوا له، وأمرهم مع أكلها بالشكر، ونهاهم عن تحريمها، فمن أكلها ولم يشكر ترك ما أمر الله به واستحق العقوبة. قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم، واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون)) (٩٠). وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها) (٩١) وفي حديث آخر: (الطاعم الشاكر بمنزلة الصائم الصابر) (٩٢). وقال تعالى: ((لتسألن يومئذ عن النعيم)) (٩٣) أي عن شكره، فإنه لا يبيح شيئا
(٨٨) جزء من الآية ١٥٧ من سورة الأعراف.
(٨٩) رواه الشيخان وأبو داود.
(٩٠) الآية ١٧٢ من سورة البقرة.
(٩١) رواه مسلم عن أنس.
(٩٢) رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وأبو داود.
(٩٣) جزء من الآية ٨ من سورة التكاثر.
35