قال: «أما من حيث الحسين فإذا صح ما قالوه عنه وأنه آت إلى هنا فهو في مأمن، ولا شك أن ذلك الغادر مغرور.» ثم أطرق وهو يحك عثنونه وقال: «ولكن ...» وسكت.
فقالت: «ولكن ماذا؟ هل أستطيع أن أعمل عملا ... إني أشعر بتقصيري في مهمتي لأني شغلت بنفسي عن خدمة مولاي المعز ما بالك؟ قل.»
قال: «فهمت من حديثك أن ذلك الملعون يهدد سعينا في الصلح بدسائسه عند بنت الإخشيد ولا سبيل لي إلى هناك وأنا رجل فلا أستطيع التنكر ...»
فأدركت أنه يلمح إلى استطاعتها؛ ذلك لأنها فتاة، فأطرقت ثم قالت: «هل أقدر أنا على ذلك؟»
قال: «طبعا ولكن ...»
قالت: «ماذا قل ... قد أدركت الآن مركز بنت الإخشيد في هذه الدولة ويظهر أن الكل يثقون بها رغم ما بلغنا من تهتكها وانغماسها، فما الذي ترى في القدرة عليه؟»
قال: «ليس أقدر منك على ذلك ... أرى أن تدخلي دار بنت الإخشيد وتتسلطي على عقلها حتى تصير أطوع لك من بنانك.»
فعلمت أنها لا بد لها من التجسس وهي أكبر نفسا من ذلك. فتوقفت عن الجواب لحظة وهي تنظر في مرآة معلقة في الحائط أعجبها شكلها؛ لأنها صنع مصر ولم تكن رأت مثلها من قبل. كانت تنظر إلى المرآة وهي تفكر في أمر تنكرها. فابتدرها يعقوب قائلا: «لا تترددي يا بنية ... إذا كنت تحبين المعز وتريدين الفوز لجوهر فالأمر في يدك ولا يستطيع عليه سواك.»
فلما سمعت قوله تحمست، وهان عليها كل صعب فقالت: «روحي فداء أمير المؤمنين وأحسب أني مت في مرضي هذا. فما العمل؟»
قال: «هل تعلمين شغف بنت الإخشيد باقتناء الجواري الحسان؟»
অজানা পৃষ্ঠা