فصاحت: «أتوا إلى هنا؟ القائد جوهر أتى؟ المعز أتى؟ أين هم؟»
فقال: «المعز لم يأت ولكن القائد جوهرا جاء بجند كثيف ونزل الإسكندرية ووقع الرعب في قلوب المصريين ... ولا ندري ما يكون.»
فأطرقت لمياء - وقد بان البشر في محياها - وأحست بنشاطها الأول كأنها كانت في رقاد وأفاقت. وتذكرت مهمتها التي جاءت من أجلها وأنها لم تستطع عملا تخدم به المعز؛ لأن المرض أعاقها. وتذكرت - للحال - ما رأته من سالم فاقشعر بدنها فقالت: «وماذا جرى بذلك الخائن وعمه؟» قال: «لا أدري؛ لأني لم أعد أراهما من تلك الجلسة وأظنهما يشتغلان في دس الدسائس في قصر السيدة زينب بنت الإخشيد بعد موت كافور وضياع أملهما ...»
فلما سمعت اسم بنت الإخشيد تذكرت أشياء أخرى هاجت أشجانها فأطرقت ومسلم ويعقوب يلاحظانها ولا يتكلمان. ثم انتبهت فجأة، وقالت: «ماذا جرى بأمتعتي وجوادي؟»
قال يعقوب: «أي أمتعة تعنين؟»
قالت: «أعني ما حملته معي من الثياب والأمتعة من القيروان وتركته في الفندق مع الجواد والخادم والدليل.»
قال يعقوب: «أي فندق إن الفنادق كثيرة هنا ...»
فقالت: «في الفندق الذي هداني صاحبه إلى منزلك.»
قال: «لم أنتبه له.»
قالت: «أنا لم أعرفه وقد آن لي أن أخرج من البيت ولا خوف علي ... أخرج بالثوب الذي يعرفني صاحب الفندق به فألاقيه وأدفع له أجرته وآتي بالأمتعة ... والحق يقال إني أحس بقصوري في خدمة أمير المؤمنين وقد شغلت عن خدمته بخدمة نفسي ثم شغلني المرض.»
অজানা পৃষ্ঠা