فقال: «أهلا وسهلا بالقادم ... من معك؟»
قال: «رسول ابن عمك صاحب القيروان.»
فقال: «من أمير المؤمنين المعز لدين الله؟» قال ذلك ووقف وهو يقول: «فلماذا منعتني عن الوقوف؟ إن كنت لا أقف لرسول صاحب الحق فلمن أقف؟» وترقرقت الدموع في عينيه فرحا.
فأكبت لمياء على يده فقبلتها وهي تقول: «العفو يا سيدي هذا إكرام لا أستحقه.»
فقال: «بل يجب علي الوقوف إكراما لابن عمنا صاحب القيروان. طالما تمنيت أن أحظى بهذه اللقيا ... كيف فارقت أمير المؤمنين؟» وقعد وهو يشير إليها بالجلوس فجلست متأدبة وقالت: «فارقته في خير وسلامة ... إن قلبي يطفح سرورا بهذه المقابلة في هذا البلد السعيد.»
وأشار مسلم إلى يعقوب فقعد وهو يقول: «وأزيدك علما يا سيدي أن هذا الرسول فتاة تتفانى في نصرة أمير المؤمنين. وقد كانت السبب في حفظ حياته من كيد الكائدين.»
فقال: «وكيف ذلك يا يعقوب؟»
قال: «ألا تذكر يا سيدي ما قصصته عليك عن المكيدة التي كادها بعض الخونة للفتك بابن عمك - حفظه الله؟»
قال: «بلى وعلمت أنك بعثت رسولا ينذره بذلك.»
قال: «نعم ولكن الرسول قتل قبل وصوله إلى القيروان فأتيح لهذه الباسلة أن تتناول الرسالة وتوصلها إلى صاحبها. ولو تأخرت لحظة لنفذت حيلة أولئك الكائدين .» وقص عليه الخبر باختصار.
অজানা পৃষ্ঠা