236

ফাতাত ঘাসান

فتاة غسان

জনগুলি

الفصل الخامس والسبعون

رومانوس وتراجان

ومازالا بالحديث حتى وصلا المنزل فأطلا من بعض نوافذه فإذا بالغبار قد بان عن جند كثيف تتقدمه الأعلام والفرسان.

ولم يكد يظهر جند العرب حتى تسابق الناس إلى الأسوار ينظرون إليهم وهم يهزأون بهم وبألبستهم وسذاجة معداتهم وبعد قليل جاء رومانوس فوقف في بعض الأبراج ونظر إلى جند العرب وقال لمن حوله من الضباط: «لا نرى أن نقفل أبواب بصرى أمام هذا الجند الضعيف ولكننا نخرج إليهم فنحاربهم في هذا السهل ونردهم على أعقابهم». وأمر الجند أن يعسكروا خارج الأسوار مقابل معسكر العرب.

فلما رأى عبد الله هذا التهور خاف العاقبة لما يعلمه من بطش العرب وصبرهم على القتال وكانت له على رومانوس دالة كما تقدم فلما علم بعزمه على الخروج بالجند حدثته نفسه أن ينصح له أن لا يفعل فسار إليه وحماد معه وقد علم أنه توجه إلى دار حكومته فلما وصل الدار رآها غاصة بالجماهير من رجال الحكومة وكلهم راضون عن رأي رومانوس ولكنه لم ير تراجان بينهم فلما رأى إجماعهم على ذلك علم أنهم لن يصغوا إلى كلامه فرأى أن يخاطب تراجان بالأمر فسأل عنه فقيل له أنه في منزله فسار إليه وكان قد عرفه واجتمع به مرارا فاستأذن بالدخول عليه فأذن لهما فدخلا فإذا بتراجان مقطب الوجه فلما دخل عبد الله رحب به تراجان وكان يعرف العربية فجلس وجلس حماد إلى جانبه.

فقال تراجان: «هل تعرفون هؤلاء الحجازيين؟»

قال عبد الله: «لقد عرفناهم وحضرنا حروبهم غير مرة».

فقال: «وكيف رأيتموهم؟»

قال: «رأيناهم أشداء صبورين لا يعبئون بالعدة ولا بالكثرة».

قال: «إلا ترون الخروج إليهم خطأ».

অজানা পৃষ্ঠা