201

ফাতাত ঘাসান

فتاة غسان

জনগুলি

قال: «نعم أذكر ذلك وما سبب طوله؟»

قال: «إن والدي نذر أني إذا عشت لا يقصر شعري إلا في السنة الحادية والعشرين من عمري في دير بحيراء وضرب لذلك أجلا يوم الشعانين فآن ذلك اليوم منذ عام وبضعة أشهر فجئنا البلقاء فحدث ما حدث من سعي ثعلبة ضدي والقبض على والدي ثم لم نجتمع إلا من أمد قريب في المدينة فيرى والدي أن ننتظر يوم الشعانين القادم ونقص شعرى في الدير وقد أخبرني أن عنده حكاية سيقصها علي في ذلك اليوم وأوعز إلي أن لا أقطع بأمر من الأمور المهمة إلا بعد ذلك اليوم فما رأي مولاي».

فعجب جبلة لذلك السر وقال: «لا أرى مانعا من تأجيل الاقتران إلى ما بعد الشعانين فنجعله في يوم القيامة ولكنني استغربت هذا السر ألا تعلم ما موضوعه؟»

قال: «كلا يا عماه لا أعرف عنه شيئا ولا يعلم به أحد سوى والدي وقد أخبرني أنه لما وقع في الخطر مرة وخاف الموت لم يأسف على شيء أكثر من أسفه على ضياع ذلك السر».

قال جبلة: «فلننتظر يوم الشعانين وكل آت قريب».

ثم تحولا نحو القصر وكانت هند ووالدتها وسلمان جالسين في القاعة فدخل جبلة وحماد وقضوا بقية ذلك اليوم في الأحاديث المتنوعة.

فلما كان العصر التمس حماد العود إلى الدير لئلا يستبطئه والده فيشغل باله عليه.

فقال له جبلة: «افعل ما بدا لك ولكن اعلم يا ولدي أن صرح الغدير وسائر قصور البلقاء مفتوحة لاستقبالك متى أردت القدوم». فهم حماد بيد عمه فقبلها وكذلك فعل سلمان وودع هندا وسعدى وكان قد أمر فاسرجت الخيل وأراد الإسراع في الشخوص إلى دير بحيراء ليخبر والده بما لاقاه من الاحتفاء وما عرضه عليه جبلة من الأنعام لعله يرغب في القدوم على جبلة.

فركبا وسارا وهند تشيعهما بنظرها خلسة حتى تواريا فعاد أهل الصرح فأحكى جبلة لسعدى ما دار بينه وبين حماد ولما عاد هو إلى البلقاء أحكت ذلك إلى هند فكادت تطير من الفرح.

أما حماد فأنه وصل الدير في مساء ذلك اليوم وكان والده في انتظاره فاستقبله ودخلا الغرفة فأحكى له حماد ما لاقاه من الإكرام والاحتفاء وما دار بينه وبين جبلة مما لم يكن يرجوه. وكان حماد يتوقع أن يرى من والده بعد هذا الحديث إعجابا أو انبساطا فلم ير وجهه يزداد إلا انقباضا ولم يجب بكلمة فلبث حماد ينتظر يوم الشعانين بفارغ الصبر.

অজানা পৃষ্ঠা