قال: «وما ذلك.»
قال: «نحن يا سيدي كما قلت لك من أهل العراق وهذا الأمير حماد سيدي وقد جئنا قاصدين مكة للتفتيش على الأمير عبد الله والد مولاي هذا فقد قيل لنا أنه جاء الحجاز برفقة أبي سفيان منذ أشهر فهل تعلم عنه شيئا.»
قال: «أذكر أني شاهدت أبا سفيان بعد عودته من الشام هذا العام ولكنني لم أعلم شيئا عن الأمير عبد الله فربما كان معه ولم أره.»
فقال سلمان: «هل يخبرني سيدي عن سبب قدومه إلى المدينة وهو من أهل مكة فإني أخاف أن يكون وراء مجيئكم ما يدعو إلى حرب تقفل بها أبواب مكة دوننا.»
قال: «أما سبب مجيئنا إلى المدينة فهو أننا من خزاعة كما أخبرتكم وقد كانت قبيلتنا في خصام مع قبيلة أخرى يقال لها بنو بكر فكان النزاع بيننا لا يفتر حتى ظهر الإسلام وكانت الغزوات فجاء المسلمون منذ عامين إلى الحديبية بالقرب من مكة ومعهم نبيهم يريدون الاعتمار فخاف أهل مكة أن يكونوا عازمين على حرب فمنعوهم من دخولها ثم كانت خصومة انتهت بعقد أبرم بين المسلمين وقريش يقضي بهدية وسلام فدخل بنو بكر في عقد قريش ودخلنا نحن في عقد المسلمين ثم رجع المسلمون واطمأنت قلوبنا فلما دخل هذا العام رأينا من بني بكر خروجا عن العقد فتعرضوا لنا وقتلوا منا بعضا ورأينا بني قريش يضافرونهم على ذلك فاعتبرنا هذا العمل نقضا للعهد الذي كان معقودا بينهم وبين المسلمين وكأني بالقرشيين ساعون إلى حتفهم بظلفهم فقد كانت مكة آمنة مطمئنة فعرضوها لهجمات المسلمين لأننا لما استفحل الأمر علينا ورأينا القرشيين يعاونون البكريين علينا جئنا بهذا الجمع نريد المدينة لنبلغ ذلك إلى صاحب الرسالة الإسلامية.»
فقال سلمان: «وما ظنك به بعد ذلك.»
قال: «أظنه يحمل على مكة برجاله فيفتحها عنوة وفى فتحها عزة للمسلمين.»
فقال سلمان: «يظهر أنكم على دعوة صاحب الرسالة فهل أنتم مصدقون لما جاء به.»
قال: «لقد جرنا الحديث إلى أمور طالما وددنا كتمانها ولكننا أصبحنا في حال لا نرى معها بدا من التصريح فإننا نرى صاحب هذه الدعوة صادقا في دعوته ولا نظنه إلا غالبا ومما يدلنا على ذلك نصرته في حروبه حيثما توجه.»
فعاد سلمان إلى ما هم فيه من أمر القرطين والأمير عبد الله فأخذ يفكر في وسيلة يستخدم بها تلك الفرصة فقال: «أما وقد آنسنا منك هذه الشهامة فهل ترى أن تهدينا إلى سبيل نتصل به إلى أبى سفيان للبحث عن مولاي الأمير عبد الله.»
অজানা পৃষ্ঠা