قالت: «لا يخفى على ولدنا حماد أن ما عرفناه من شهامته وكرم أخلاقه يكفى لاقتناعنا باستحقاقه هندا وأنه جدير بالحصول عليها دون ابن عمها. ولكننا معاشر العرب نحافظ على الأنساب ونحترم القرابة ولا يخلو أن يكون قد بلغكم أن الحارث بن أبي شمر قد طلب هندا لابنه ثعلبة وهو ابن عمها وأولى الناس بها ولكننا أثرنا البقاء على ما أرادته هند ورضينا بحماد لما آنسنا فيه من كرم الأخلاق وعلو الهمة وعدلنا عن ثعلبة على كونه ابن عمها.»
فخجل حماد لهذا الإطناب واختلج قلبه فرحا لما توسمه من رجوع الأمر إليه وتحقق أمانيه فأطرق صامتا.
فقالت سعدى: «ولكن والدها رأى رأيا إذا وافق عليه حماد كان فيه دفع لتقول الناس وعتاب الأقارب وفخر لنا جميعا.»
قال حماد: «مري يا مولاتي أني رهين إشارتك.»
قالت: «رأينا أن تعمل عملا نقترحه عليك لا يعظم على باسل نظيرك فإذا فعلته قطعت ألسنة المعترضين وزدتنا إعجابا وفخرا.»
فثارت الحمية في نفس حماد فقال: «قولي يا سيدتي أني فاعل ما تقولين وهل يثقل علي أمر ترضى به هند.»
قالت: «نقترح عليك أن تلبس هندا يوم زفافها قرطين فيهما لؤلؤتان كل لؤلؤة منهما قدر بيض الحمام.»
فقال: «ألعلك تعنين قرطي مارية.»
قالت: «إياهما أعني وهل تدري مكانهما.»
قال: «سمعت أن ماريا جدتكم أهدتهما إلى الكعبة منذ أجيال فهل هما باقيان هناك حتى الآن.»
অজানা পৃষ্ঠা