قال: «وما يضرك أن تتم سعادتك فان انشراح صدرك أن هو إلا فاتحة السعادة وهذا خادم القصر قد جاءنا فهل ادخله عليك لينبئك بمهمته.»
فقال: «ليدخل.»
فدخل الفارس وهو لا يزال بلباس السفر فحيا الأمير وأنبأه بمهمته فقال حماد: «هل فارقتهم جميعا في خير.»
قال: «فارقتهم يدعون لسيدي الأمير بالصحة والعافية ويرجون لقاءه قريبا ليتم سرورهم برؤيته.» فاستبشر حماد بما وراء ذلك.
وقال: «أهدهم سلامي وقل إننا سنصبحهم غدا إن شاء الله.»
فقبل الخادم يده وخرج فخرج سلمان لوداعه ودفع إليه عشرة دنانير وقال: «هذا ثمن عليق الفرس وسترى منا ما يشرح صدرك.» فسر الخادم بالهدية وبالوعد وود أن تتم خطبة هند لحماد لما ظهر من سخائه ورقة جانبه خلافا لثعلبة فانه لم يكن احد من أهل الصرح يحبه لعجرفته وبخله.
فلما سار الخادم عاد سلمان إلى حماد فرآه مطرقا يفكر.
فقال: «ما بال سيدي يفكر ألعله بغت لتلك الدعوة على غير انتظار.»
قال: «كلا يا سلمان فقد كنت أتوقع خبرا مفرحا منذ الصباح ولكنني أفكر في والدي ومكانه فانه طالما تمنى أن يزوجني ويفرح بي وقد كان يجب أن يسير هو معنا في هذه المهمة. ولكن من ينبئنا بمكانه.»
فقال سلمان: «دع عنك الهواجس يا مولاي فقد تقرر في ذهني أن سيدي سار إلى الحجاز ومتى فرغنا من مهمتنا هذه اذهب إليه بنفسي ولا أزال ابحث عنه حتى آتي به بإذن الله فلنستعد الآن للذهاب إلى صرح الغدير.»
অজানা পৃষ্ঠা