আরবী বিপ্লবের ইতিহাসে অধ্যায়
فصل في تاريخ الثورة العرابية
জনগুলি
وكان سلطان باشا يأمر بالقبض على من يشاء وإلقائه في السجن، وقد اعتقل كبار رجال الجيش وجميع زعماء الثورة من المدنيين، إلا عبد الله نديم فقد اختفى زمنا ولم يعرف له مقر، وعدد كبير من العلماء والأعيان والموظفين والعمد ومشايخ البلاد، حتى لقد بلغ عدد المقبوض عليهم ثلاثين ألفا.
وصدر أمر من الخديو بتأليف محكمة عسكرية، تقدم إليها لجنة ألفت للتحقيق مع من ترى تقديمه من المتهمين، وكان رئيس المحكمة محمد رؤوف باشا من أنصار الخديو، وكان الأعضاء إلا واحدا من أصل شركسي ومن الناقمين على عرابي.
وسجن عرابي مع زعماء الثورة في بناء الدائرة السنية وقد جعل معتقلا عاما، وكان توفيق يتطلع إلى اليوم الذي يساق فيه عرابي وأصحابه إلى المشنقة ولم يكن رياض باشا وزير الداخلية أقل تطلعا إلى ذلك اليوم من توفيق.
ومن أسوأ ما يذكر أن توفيقا كان يرسل بعض خدمه إلى عرابي في السجن فيسبونه ويهددونه. وقد وضع عرابي في حجرة صغيرة مرتفعة السقف، حالكة الظلمة وبخاصة بالليل حيث لم يكن يسمح للسجناء بمصابيح، وكانت الحجرة خالية من الكراسي، وليس بها إلا بساط وحشية وملحفة ووسادتين وبعض الآنية من الخزف والنحاس.
وكان المقرر أن يعدم عرابي، وأن تترك الحكومة الإنجليزية ذلك إلى توفيق، ولكن صديقه مستر بلنت أثار حملة صحفية على جلادستون ووزارته في إنجلترة، حتى اضطر إلى السماح لعرابي بأن يتولى الدفاع عنه محام إنجليزي هو مستر برودلي وقد استأجره بلنت.
وكانت المحاكمة مهزلة من المهازل، فقد وضع لورد دوفرين، وكان قد حضر إلى مصر عقب الاحتلال، الخطة الآتية: تستبعد جميع التهم عن عرابي ما عدا تهمة عصيان أمر الخديو حين دعاه إلى الحضور إلى الإسكندرية، ويقدم إلى المحكمة فيعترف بالتهمة، وتصدر المحكمة حكمها عليه بالموت؛ ولكن مرسوما خديويا بتعديل الحكم يتلى في قاعة الجلسة، ويقضي بنفيه من مصر ومصادرة أملاكه.
وذهب محاميه إليه في السجن ومعه ترجمانه، وأطلعه على ذلك فبدت عليه الدهشة ثم قال: «أعترف بصراحة أني كنت أفضل المحاكمة لأسمع أوروبا كلها قضيتي، وألقي من اتهموني وجها لوجه في ساحة المحكمة»، وذكر له مستر برودلي ما يكون من الخطر عليه من محكمة كهذه المحكمة، وقال عرابي: «كيف أقول: إني عاص؟ ألم أفعل ما أمر به السلطان والخديو؟ وإذا كان الخديو قد انحاز إلى الإنجليز، فهل أسمى أنا عاصيا؛ لأني أطعت إرادة الأمة المصرية؟» وحار برودلي لحظة ماذا يقول ثم أجاب بقوله: «إن الحكومة الإنجليزية لا يمكنها أن تتراجع عما أعلنته؛ ولذلك قضت الضرورة بهذا الحل»، ثم تساءل عرابي: «إذا قبلت ما تتحدث عنه من شروط فماذا عسى أن يكون مصير إخواني؟» وأخبره محاميه أنهم سيعاملون مثل معاملته، وخرج عرابي من المأزق بأن قال لمحاميه: «سأكتب لك كتابا يتيح لك من السلطة ما توافق به على ما تراه عادلا مشرفا من الشروط، ولكني أرجو منك أن تكون شهيدا على أني أفعل ذلك ابتغاء انقاذ إخواني أكثر مما أفعله من أجل شخصي».
برودلي المحامي الإنجليزي يخبر عرابيا في سجنه أنه نفي إلى سرنديب.
ومثلت هذه المهزلة الهازلة في المحكمة، ولم يتكلم عرابي حين وجه إليه الاتهام وإنما أحال الأمر على محاميه، وقد عومل معاملة عرابي كل من محمود سامي وعبد العال حلمي وطلبة عصمت وعلي فهمي ومحمود فهمي ويعقوب سامي، ونفوا جميعا إلى جزيرة سرنديب،
1
অজানা পৃষ্ঠা