আরবী বিপ্লবের ইতিহাসে অধ্যায়
فصل في تاريخ الثورة العرابية
জনগুলি
في الميدان الشرقي
لما أيقن الإنجليز بعد خمسة أسابيع من بدء هجومهم على كفر الدوار أن اختراق هذا الموقف من الأمور العسيرة، صمموا على مهاجمة مصر من الجهة الشرقية، ولقد دارت في هذا الميدان الشرقي معارك في مجال أوسع، وفي أعداد أكبر مما كان في الميدان الغربي، وفي تاريخ هذه المعارك الشرقية صفحات مجيدة مشرفة يطرب لها كل مصري وصفحات مخجلة مظلمة، يندى لها جبين كل وطني.
وقبل أن نذكر ما فعل المصريون في هذا الميدان، يجدر بنا أن نوضح مسألة طالما ساقها المغرضون من المؤرخين والجاهلون مساق الحقائق المقررة، مع بعدها كل البعد عن الحق، وتلك هي أن دي ليسبس خدع عرابيا فلم يردم قناة السويس، وبذلك سهل على الإنجليز الدخول.
أما عن بعد هذه المسألة عن الحق، فيكفي في هذا المجال أن نقول: إن دي ليسبس لم يخادع عرابيا قط، وإنه كان جادا في المحافظة على حيدة القناة، تجد أدلة ذلك فيما يأتي:
في 4 أغسطس أبرق وزير الخارجية البريطانية إلى سفير إنجلترة في فرنسا يشكو من دي ليسبس قائلا: «أرغب في أن تبسط للحكومة الفرنسية أن حكومة جلالة الملكة، وصل إلى علمها أن المسيو دي ليسبس يعارض معارضة قوية في أعمال حكومة جلالة الملكة في مصر، وذلك بتهديده بتعطيل قناة السويس، إذا أنزلت جنود بريطانية في أي مكان بالقناة أو على مقربة منها».
ويقول الأستاذ الإمام محمد عبده: «وبعد واقعة مهمة في كفر الدوار جاء الخبر عقبها بأن اثنين وثلاثين مركبا، توجهت إلى القناة فورد تلغراف من دي ليسبس يقول: لا تسرع في شيء يمس القناة، لا يمر عسكري إنجليزي إلا ومعه فرنساوي، أنا مسئول عن كل ما يحصل. فأجيب بأن هذا غير كاف وتقرر إرسال جيش، ثم أرسل الجواب ببطء، وقبل أن يتحرك عسكري إلى ناحية القناة، كان الجيش الفرنساوي قد احتله؛ وذلك لتأخر الجيش 15 ساعة في مخابرة دي ليسبس»، ويقول جون نينيه: «وقد وقع نزاع خطير في فرنسا حول الدفاع عن قناة السويس؛ وذلك لكي يبر دي ليسبس بما وعده به عرابيا، فإنه تعهد لزعيم الثورة المصرية وقائد الجيش المصري بأن تقاوم قوة حربية إلى جانبه إذا أنزلت إنجلترة جنودها في الإسماعيلية، أو اعتدت على حيدة القناة الدولية ... ولم يكن دي ليسبس كاذبا، ولكن السياسة عرضته للكذب، فقد تقدم مسيو دي فرسنيه إلى المجلس التشريعي بفتح اعتماد لإعداد الحملة الحربية للدفاع عن القناة، ولكنه استقال في أول أغسطس سنة 1882».
أما رد عرابي على دي ليسبس فهو «لما كنت أحترم حيدة القناة احتراما كليا، وبخاصة لاعتبار أنها عمل من الأعمال العظيمة؛ ولأن اسم سعادتكم سيقترن بها في التاريخ، فإنني أتشرف بإخباركم أن الحكومة المصرية سوف لا تعتدي على هذه الحيدة إلا عند الضرورة القصوى، وفي حالة ما إذا ارتكب الإنجليز بعض الأعمال العدائية في الإسماعيلية وبور سعيد أو في أي جزء آخر من القناة».
وقد ذكرنا أن ردم القناة كان من الخطط التي وضعها محمود باشا فهمي للدفاع. فلم يكن في المسألة إذن خداع وإنما هي مسألة وقت، ولم يتسع الوقت لهذا العمل الذي يحتاج إلى جهود جبارة، وذلك أن الإنجليز ما كادوا يفرغون من ضرب الإسكندرية حتى اتجهوا إلى حماية القناة، وكان على عرابي أن ينشئ خطوط كفر الدوار؛ ليصد الإنجليز الذين دخلوا الإسكندرية فعلا، فإذا ذكرنا أنهم فرغوا من ضرب الإسكندرية في 12 يوليه، وأنهم سيطروا على مدخل القناة قبل نهاية الشهر وأخلوا السويس في 2 يوليه، إذا ذكرنا ذلك أدركنا مقدار ما كان يواجهه عرابي ورجاله من صعوبة إذا هم أقدموا على عمل جبار كردم قناة السويس، ويجب أن نذكر كذلك أنه ما دام أن عرابي كان وزيرا في وزارة يملك الخديو إسقاطها في أي وقت، وما دام أن الخديو كان في صف الإنجليز، فلم يكن ليستطيع عرابي أن يبادر بهذا العمل، وقد رأينا موقف الإنجليز في أقصوصة تحصين شواطئ الإسكندرية.
أهم المعارك في الميدانين الغربي والشرقي.
الحرب في الميدان الشرقي
অজানা পৃষ্ঠা