ولا يكاد يوجد ذلك إلا من الفسقة، ومن له عادة من تبذير الدراهم وذلك محرم، ومن الأسافل الغفلة، وهو محرم، ومن أن غالب من يغني فسقة أراذل، ومن أن المجلس بحضره مردان ولاطة عشاق وفساق وترقص الملاح، وتتحرك الشهوة فينبغي لك أن تجتنب حضور ذلك جملة.
والواجب: هو سماع القرآن في الفرائض، فما أنفعه من إمام خاشع قانت لله، طيب الصوت بالتجويد، وأين يوجد ذلك؟!
والمباح: سماع الحداء الطيب، وسماع الشعر، وسماع التسبيح، وسماع غناء الرجل لنفسه وغناء المرأة لزوجها، والجارية لمالكها، وسماع النسوة اللاتي لا يوصفن بملاحة ليلة العرس للنساء، والعرايس وفي العيد ونحو ذلك.
وسماع الرجل الذي يغني لأصحابه ينشد أبياتا ملحنة، هو ورسيله.
ولكن يصير مكروها إذا أكثروا من ذلك، واتخذوه عادة.
والمستحب: له صور منها: جماعة يقرأ لها قارئ طيب الصوت، بتلحين سائغ وهم يتلذذون بصوته وبكلام ربهم ويتدبرونه ويخشعون أو يبكون، أو يقرأ لهم أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم مما ثبت عنه في الرقائق ونحوها والإكثار من ذلك حسن.
ومن صور المستحب: رجل صالح له صوت مطرب ينشد أبيانا ملحنة موزونة الضرب في الخوف والزهد والحزن على البطالة والبعد عن جناب الحق، والسامعون أخيار أبرار متقون ينشطهم ذلك، ويعقبهم إقبالا على التوبة والإنابة والعبادة.
وهذا مستب بشروط: أحدهما أن يعمل ذلك في الشهر أو الشهرين ساعة، أو نحوها، وأن يسلم من حضور مليح، وأن يسلم من وجد يغيب العقل، وأن يسلم من شطح ودعوى، وأن يسلم من اعتقاده عبادة لذاته إلى غير ذلك مما يخرجه من الاستحباب إلى المعصية أو الكراهة.
وأما المكروه: فبالإكثار من حضور السماع بالكف وبالدف.
পৃষ্ঠা ৩১৮