ودعا عديل المريض الدكتور لطف الله إلى العشاء فتعشى عنده وسكر. ثم جاء قرب نصف الليل للكشف على المريض فإذا به كما تركه. قل شيء من تململه وتقلبه ولكنه لم ينطق. فانتصب لطف الله عند رأسه، ثم انثنى فوقه قليلا واضعا راحتيه على ركبتيه، وصاح صياحا راعبا بينا هو ينتصب رويدا رويدا: يا قرياقوس، قل لي أيش بك يا عمي؟
فكان الجواب: اعه.
فالتفت لطف الله إلى الحاضرين، وقال: بان الفرج، قرياقوس يسمع ولكن لسانه مربوط وتهيأ لصرخة أعظم من الأولى وصاح: رأسك بيوجعك؟
فكان الجواب: ام ام.
فأسرع لطف الله إلى مستودع عقاقيره وآلاته الطبية، فتعثر بذيل غنبازه الطويل ووقع، فأقالوه من عثرته، وعاد إلى مريضه يعذبه. أطلق على رأسه العلق فتعلقت تلك الدويبات بصدغيه، وأذنيه، وأنفه، وذقنه؛ فكان مشهد مؤثر يضحك الثكلى.
فقال أحدهم: كثرت العلق يا أفندي، فأجابه: قرياقوس يتحمل. كل ما في عين ماريحنا وبركة اليمونة
49
من علق لا يكفي هذا الضبع، لا يمتص قيراطا من أربعة وعشرين من دم قرياقوس. •••
نام لطف الله وشعاره: لا تهتموا بما للغد، وإذا به يرى عند قرياقوس شاة سمينة اسمها «حمامة» تحلب رطلا كل يوم، كان قرياقوس يدللها ويشاطرها زاده، تتبعه إلى الحقل وتعرف مواعيد أكله فتحضر بلا دعوة، وإذا لم تجئ يناديها باسمها فتهرول. كان قرم
50
অজানা পৃষ্ঠা