النجوم من طريق تجربة ولا عادة بل على ما يبلغه علمهم من تدبير الله تعالى لها دلائل على المدلولات كما يعتمد أصحاب كل علم لما يقتضيه علمهم من العبادات وقد قدمنا في مناظرة الصادق(ع)للهندي أنها لا تعرف بالتجربة والعادة كما أشرنا إليه ثم أقول وانظر إلى قول المفيد (رحمه الله) عن أحكام النجوم وقد تختلف أحيانا ويخطئ المعتمد عليه كثيرا ولا تصح إصابة فيه أبدا لأنه ليس بجار مجرى دلائل العقول ولا براهين الكتاب ولا أخبار الرسول أفلا تراه صدق بعض ما يحكم به المنجمون من دلائلها على الحادثات وإنما قال قد تختلف أحيانا ويخطئ المعتمد عليه كثيرا وأنهم لا يستمرون على الإصابات أقول وأي علم من العلوم العقلية والنقلية يستمر أصحابها على الإصابة فيها ولا يختلفون ولا يخطئون كثيرا بما تقتضيها وانظر قوله (رحمه الله) أنه ليس بجار مجرى دلائل العقول ولا براهين الكتاب ولا أخبار الرسول فهل تراه أنكر هذه الأحكام أو رآها محرمة في شرائع الإسلام وإنما ذكر أنها لا تجري مجرى غيرها من الدلالات ولقد قال حقا وهو المؤيد بالعنايات ثم انظر قوله وهذا مذهب جمهور متكلمي أهل العدل وإليه ذهب بنو نوبخت رحمهم الله من الإمامية وأبو القاسم وأبو علي من المعتزلة كيف ذكر أن هذا مذهب جمهور متكلمي أهل العدل فمن ذا يرغب بنفسه عن مذهب أهل العدل إلا سقيم العقل بعيد من الفضل وانظر قوله وإليه ذهب بنو نوبخت رحمهم الله من الإمامية فلم ينكر عليهم بل ترحم عليهم وبنو نوبخت من أعيان هذه الطائفة المحقة المرضية ومنهم وكيل مولانا المهدي(ص )أبو القاسم
পৃষ্ঠা ৪০