بالنجوم بعض أنبيائه وجعلها علما على صدقه من بعض المعجزات فقال ما هذا لفظه وأقول إن الشمس والقمر وسائر النجوم أجسام نارية لا حياة لها ولا موت خلقها الله لينتفع بها عباده وجعلها زينة لسماواته وآية من آياته كما قال سبحانه هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون وكما قال تعالى هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون وكما قال عز وجل وعلامات وبالنجم هم يهتدون وكما قال تبارك اسمه وزينا السماء الدنيا بمصابيح فأما الأحكام على الكائنات بدلالتها والكلام على مدلول حركاتها فإن العقل لا يمنع منه ولسنا ندفع أن يكون الله تعالى أعلمه بعض أنبيائه وجعله علما له على صدقه غير أنا لا نقطع عليه ولا نعتقد استمراره في الناس إلى هذه الغاية فأما ما نجده من أحكام المنجمين في هذا الوقت وإصابة بعضهم فيه فإنه لا ينكر أن يكون ذلك بضرب من التجربة وبدليل عادة وقد يختلف أحيانا ويخطئ المعتمد عليه كثيرا ولا تصح إصابته فيه أبدا لأنه ليس بجار مجرى دلائل العقول ولا براهين الكتاب ولا أخبار الرسول وهذا مذهب جمهور متكلمي أهل العدل وإليه ذهب بنو نوبخت رحمهم الله من الإمامية وأبو القاسم وأبو علي من المعتزلة أقول فانظر إلى قوله (رحمه الله) فأما الأحكام على الكائنات بدلالتها والكلام على مدلول حركاتها فإن العقل لا يمنع منه فهذا تصريح صحيح أن العقول السليمات
পৃষ্ঠা ৩৮