النجوم ولو لا ذلك لم يستقم هذا الحساب فمن ثم لا يخطئ إذا علم الساعة واليوم والشهر والسنة التي يولد فيها المولود قلت لقد وصفت علما عجيبا ليس في علم الدنيا أدق منه ولا أعظم إن كان حقا كما قلت من تعريف هذا المولود الصبي وما فيه من العلامات ومنتهى أجله وما يصيبه في حياته أفليس هذا حسابا يولد به جميع من في الدنيا من كان من الناس قال بلى لا أشك فيه قلت فتعال ننظر بعقولنا فهم علم الناس هذا والعلم به هل يستقيم أن يكون لبعض الناس إذا كان جميع الناس يولدون بهذه النجوم حتى عرفها بسعودها ونحوسها وساعاتها ودقائقها ودرجاتها وبطيئها وسريعها ومواضعها من السماء ومواضعها تحت الأرض ودلالاتها على غامض الأشياء التي وصفت في السماء وما تحت الأرض فما يقبل عقلي أن مخلوقا من أهل الأرض قدر على هذا قال وما أنكرت من هذا قلت لم أبدأك به إنك زعمت أن جميع أهل الأرض إنما يتولدون بهذه النجوم فأرى الحكيم الذي وضع هذا الحساب بزعمك من بعض أهل الدنيا ولا أشك إن كنت صادقا أنه ولد ببعض هذه النجوم والساعات والحساب الذي كان قبله إلا أن تزعم أن ذلك الحكيم لم يولد بهذه النجوم كما ولد سائر الناس قال وهل هذا الحكيم إلا كسائر الناس قلت أفليس ينبغي أن يدلك عقلك على أن هذه النجوم قد خلقت قبل هذا الحكيم الذي زعمت أنه وضع هذا الحساب وقد زعمت أنه ولد ببعض هذه النجوم قال بلى قلت
পৃষ্ঠা ১৩