ولقد سلكت فرائد درر هذه الأحاديث في سمطين، ونظمت جواهرها في سلكين، وأسمدتهما (1) لأحمال الأوزار وأعياء الآثام وأثقال الجرائم العظام في لجج رجاء الغفران فلكين:
سمط يحتوي من أخبار وردت في فضائل أمير المؤمنين إمام الأئمة وهادي الأمة، عصرة المنجود، وكاشف الكربة والغمة، والمكرم يوم «غدير خم» بتعميم الولاية وتغميم باحن الغمة، الذي يتزين باسمه الفضائل والمآثر، ويتحلى بوصفه المحافل والمنابر (2) وتباهى ملائكة السماء بخشوعه وسجوده، وتفتخر الكائنات كلها بوجوده، وتمتدح الألقاب والأوصاف عند ذكره، وتعجز الأوهام والأفهام لدى كشف سره عن تصور علو شأنه ورفعة (3) قدره.
سقته سحائب الرضوان سحا
كجود يديه ينسجم انسجاما
ولا زالت رواء المزن تهدي
إلى النجف التحية والسلاما
على النجب الروافع والفقر البدائع والغرر اللوامع والزهر الجوامع، مما تتعطر الآفاق من فوائح نشرها وتبتهج الأرواح والقلوب بمشاهدة لوائح بشرها، ويرتوي الظمأن عند سماع ذكرها ووصفها، ويتوشح عرايش المفاخر بمفائد (4) وردها وحسن وصفها، ويبهر أبصار الحاسدين شعاعها ويا حبذا عند المحب سماعها.
والسمط الآخر يشتمل على أخبار وردت عن الجناب المقدس عن كل عيب، المؤيد من الغيب، حضرة النبي المختار الممجد- رسول إله (5) العالمين محمد عليه صلوات الله سبحانه وسلامه ما لمع البرق وسجع الورق- في فضائل آله وعترته الذين خصهم الله سبحانه بالاصطفاء والكرامة والزلفى وأوردهم من مناهل لطفه ومشارع فضله وعطفه المشرب الأعذب والمورد الأصفى، وجعل محبتهم مثمرة للسعادات الظليلة الظلال في الأولى والعقبى، وأنزل في شأنهم (قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) [23- الشورى 42]
هم القوم من أصفاهم الود مخلصا
تمسك في أخراه بالسبب الأقوى
هم القوم فاقوا العالمين مآثرا
محاسنها تجلى وآياتها تروى
موالاتهم فرض وحبهم هدى
وطاعتهم قربي وودهم تقوى
পৃষ্ঠা ২০