ফারাহ আনতুন: তার জীবন, সাহিত্য ও তার রচনাবলীর নির্বাচিত অংশ
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
জনগুলি
وأما مسئولية الهيئة الحاكمة، فلأنها لا تفتح لأبنائها موارد جديدة للرزق والاستعمار والعمل في أملاكها الواسعة، وأراضيها القفراء المخصبة، فضلا عن أنها لا تعمم المدارس الصناعية والزراعية، وهي بذلك تخطئ إلى نفسها؛ لأن شبان الأمة الذين لا يجدون مصرفا لقواهم وأعمالا لهم ينسبون الخطأ كله إليها لا إلى المدرسة، فينقلبون باللائمة عليها ويسخطون.
فحرام وألف حرام أن تتركوا دم الشباب الذي هو دم الأمة يذهب سدى بلا فائدة، اصرفوه إلى الأعمال النافعة بدلا من تركه ينصرف إلى الشر والبطالة والرذيلة، ويفسد في مستنقعاتها. علموا الشبان تعليما عمليا، وانزعوا في المدرسة من عقولهم بغض العمل، وعلموهم أن كل عمل - حتى أصغر الحرف - أشرف من الكسل والبطالة. مدارس عملية، مدارس عملية. أنشئوا عندنا مدرسة عملية بإزاء كل مدرسة أدبية، ونحن الضامنون لكم أن حالنا تنقلب في أعوام قليلة.
تربية المرأة
يكون الرجال كما يريد النساء ... والذي يزيدنا رغبة في الكلام عن هذا الموضوع طلب كثيرين من القارئات والقراء، فإن بعضهم يرسل إلينا يقول: النساء النساء. تكلموا عن النساء. وغيره يقول: ما معنى قولكم: يكون الرجال كما يريد النساء؟ ونسي هذا السائل أن هذا القول لجان جاك روسو لا لنا، كما أن القول الثاني عن المدرسة هو لأستاذنا الفيلسوف جول سيمون، رحمه الله.
وتقول بعض القارئات: نحب أن نقرأ تفسيركم لهذه العبارة: «يكون الرجال كما يريد النساء.» وسألت واحدة أخرى: لماذا لا تتكلمون عن تعليم البنات في باب التعليم والتربية كما تتكلمون عن تعليم الفتيان؟ وسألت واحدة أخرى: لماذا نسيتم النساء؟ وقالت ثانية: ما هو دواء ضجر ربة البيت؟ وسألت ثالثة: ما هي واجبات الابنة العاقلة؟ ورابعة: ما هي واجبات ربة البيت؟ كل هذه الأسئلة جاءتنا مع كثير غيرها، فأخرناها إلى اليوم لنجيب عنها في مقالة خصوصية.
وأول ما نجيب به أننا لم ننس النساء فيما كتبناه إلى الآن عن التربية والتعليم، ذلك لأننا نعتبر أن الكلام في إصلاح التربية العائلية والتربية المدرسية كلام في تربية الفتيان والفتيات معا. فإذا كان ذلك كذلك، أفنكون قد نسينا النساء؟
معاذ الله أن ننساهن! معاذ الله أن ننسى ملكات الكون، ورياحين الوجود اللواتي في أيديهن مستقبل الأمم، وأزمة الشعوب؛ لأنهن مربيات الأجيال، ومنشئات الرجال. وإنما قصرنا الكلام على الرجال؛ لأن الكلام عنهم يشملهن أيضا.
ولكن لا مندوحة لنا عن الاعتراف بأنه كان الأجدر بنا قصر الكلام على تربية النساء؛ لأن الكلام فيها أعم من الكلام على تربية الرجال لكونهن المربيات المثقفات، فإذا ربين تربية حسنة استطعن أن يربين النسل كله كذلك. وهذا معنى قول إيمه مارتين: متى ربيتم النساء فلا تهتموا بتربية الرجال؛ لأن النساء يربينهم لا محالة، وقول روسو: كما يريد النساء يكون الرجال، فإذا أردتم أن يكونوا عظماء وفضلاء؛ فعلموا النساء ما هي العظمة والفضيلة.
وزيادة في تفسير هذه العبارة وإيضاح المعنى المقصود منها إجابة للسائلين والسائلات نقول: تقسم هذه العبارة إلى قسمين؛ الأول: «يكون الرجال كما يريد النساء.» وهي القضية، والثاني: «إذا أردتم أن يكونوا عظماء وفضلاء؛ فعلموا النساء ما هي العظمة والفضيلة.» وهي النتيجة.
أما القسم الأول فمقتضاه أن المرأة متسلطة على الرجل فتجعله كما تريد. وهو قول فاسد وصحيح معا؛ يكون فاسدا لدى كل الأمم إذا اعتبرناه من حيث الظاهر، ويكون صحيحا لدى كل الأمم أيضا إذا اعتبرناه من حيث الحقيقة الطبيعية.
অজানা পৃষ্ঠা