Cross
شيئا آخر، كان بمكنة أي «انطباعي»، تحت تأثير مونيه و«وتو»
Watteaw ، أن يصنع شيئا هزيلا رخوا لا شكل له، غير أن الأغلب حدوثا هو أن الأساتذة الانطباعيين، في سعيهم الخيالي والفاشل تماما إلى الصدق العلمي، خلقوا أعمالا فنية مقبولة من حيث التصميم ومجيدة من حيث اللون، هذه الواحة في صحراء أواسط القرن أبهجت، بطبيعة الحال، الأشخاص الغريبي الأطوار الذين يهتمون بالفن، ولقد تظاهروا في البداية بأنهم مستغرقون في الدقة العلمية للشيء، ولكن لم يمض وقت طويل حتى أدركوا أنهم يخدعون أنفسهم وكفوا عن الادعاء؛ ذلك أنهم رأوا بوضوح شديد أن هذه اللوحات تختلف اختلافا عميقا جدا عن النجاحات النادرة لورش العمل الفيكتورية، لا في احترامها المقدر للنظرية العلمية، بل في حقيقة أنها، رغم انصرافها الكبير أو التام عن اهتمامات الحياة العادية، تثير انفعالا أقوى وأعمق بكثير، وبرغم النظريات العلمية، أثار الانطباعيون انفعالا يثيره كل فن عظيم، انفعالا لم يكن معظم الفنيين والنقاد الفيكتوريين، لأسباب واضحة، قادرين على الاعتقاد في وجوده. لم تعتمد ميزة هذه الصور الانطباعية، أيا ما كانت، على العالم الخارجي، ماذا عساها أن تكون؟ قال المشاهدون المسحورون «الجمال المحض»، ولم يكونوا بعيدين كثيرا عن الصواب.
الجمال هو الصفة الجوهرية الوحيدة في العمل الفني، هذا مذهب اقترن بشدة باسم ويسلر، الذي لم يكن أول ولا آخر ولا أقدر دعاته بل الأوضح فحسب في عصره. أن يقرأ أي شخص «الساعة العاشرة» لويسلر لن يضيره أي ضرر ولن يفيده كثيرا؛ فهو عمل ليس بالغ الروعة وليس عميقا على الإطلاق، غير أنه في الاتجاه الصحيح. ينبغي ألا يقارن ويسلر بكبار المجادلين أكثر مما ينبغي أن يقارن بكبار الفنانين؛ فأن تضع
the Gentle Art
بجانب «أطروحة في رسائل فالاريس»، أو دفاع جيبون، أو جدليات فولتير، سيكون ظلما، مثله مثل أن تعلق
Cremorne Gardens
في الأرينا شابل، لم يكن ويسلر زعيم العالم الفيكتوري المتأخر، غير أنه بين اللنديين في «الثمانينيات» يعد شخصية لامعة، في معرفته بما يكونه الفن وفي خلق الفن سواء بسواء، هذا ما يعطي كل لمحاته ومعاركه قوة ولذعا خاصا. ثمة شرف في وقاحته؛ فهو يستعمل مهارته الواضحة نوعا ليقاتل من أجل شيء أعز من الخيلاء. إنه فنان وحيد يقف ويضرب تحت الحزام من أجل الفن. لقد كان بغيضا للنقاد والمصورين ووجوه عصره لأنه كان فنانا، وكان مزعجا لأنه كان يعلم أن أوثانهم احتيالات وخدع، فكان عليه أن يعاني فظاظة، وخبث، أقسى زمرة من السفاحين على الإطلاق تسلقت إلى مقعد السلطة، وكان عليه أيضا أن يعرف أنه لا أحد منهم كان يمكن بأي حال أن يتفهم كلمة واحدة مما قاله جادا. تفحص النقد الفني الإنجليزي لتلك الفترة، بدءا من البلاغة الغامضة لرسكن إلى الابتذال الصحفي ل
Arry ، ولن يتسنى لك أن تجد جملة واحدة تدعم فرضية أن الكاتب يعلم ما هو الفن مثلما يظن. يقول
Arry
অজানা পৃষ্ঠা