الأول:
ضم وتوسع في الحيز تحت سيطرة الجاذبية.
والثاني:
إدماج واقتسام للحيز تحت فعل الألفة الكيماوية وتحت سيطرة المبدأ الحيوي الدفين سره في الكربون - إن كان هناك مبدأ حيوي غير العامل الكيمي. ثم إن الأول يجمع الذرات والجزيئات من غير تضامن فيما بينها، يجمعها في جماعات، إلى أن يستنفذها كلها، فلا يبقى في الكون إلا رحاب خلاء بين جماعات شبه أبدية مقصورة على الحركة الدورانية.
وإن الثاني يتصيد الذرات الأربع من الهواء والماء والتراب ويدمجها في جماعات إلى أجل قصير، حتى متى أفرغت طاقتها في سبيل حياة الجماعة أطلقتها إلى الفضاء، وبعد أن يستخدم طاقتها في عملية النمو والتوالد يطلق طاقتها أيضا. والجزيئات المطلقة تكتسب طاقة جديدة من المتشععات - فوتونات - الواردة من الشمس وتهيئها للاندماج ثانية في خليات حيوية أخرى؛ وهكذا دواليك.
ثم إن الأول يتلاشى بالإشعاع التدريجي على تمادي الزمان من غير أن يفقد شخصيته.
والثاني ينحل متى توقف العمل الحيوي فيه، إما لطوارئ خارجية، أو لانتهاء أجل الحيوية فيه بتسلط عوامل هادئة، فتشتت أجزاءه أو ذراته عاجلا. (3) أشكال التجمعات الحيوية
وقد رأينا التجمعات المادية بسيطة الذرات والجزيئات ولا تتخطى ستة أجيال - من السدم إلى الأقمار كما علمت - ولكن التجمعات الحيوية مركبة الجزيئات في أشكال لا يحصى عددها، ولا سيما في الأحياء العديدة الخليات؛ فلكل عضو من أعضاء الحي صنوف عديدة من أشكال الخليات، خذ خيطا من خيوط العصب تجده ذا لباب وغلافين. وكل منها ذو صنف خاص من الخليات يختلف عن صنف غيره، وقس على العصب أنواع العضل المختلفة في كل جهاز من أجهزة الجسم المتعددة، فلو أحصيت أشكال الخليات في أصناف الأحياء المختلفة لوجدتها تعد بمئات الألوف، وحاصل القول أن التجمعات الحيوية متعددة الأشكال، وكل يوم ينشأ شكل جديد منها وينقرض شكل قديم، بمقتضى سنة التطور تحت عوامل البيئة.
ثم إن التجمعات الحيوية سلسلة من الأجيال لا تكاد تحصى ولا تكاد تنتهي، تتبدل وتتعاقب على مرور الزمان، وتتغير وتتطور على مدى الدوران. وبهذا التطور نشأت ولا تزال تنشأ أصناف أحياء مختلفة لا عداد لها، فينقرض بعض منها بتغلب بعض فيما ينشأ بعض آخر. وما يسمونه المبدأ الحيوي هو السلك الذي تنتظم فيه التجمعات الحيوية جميعا بفعل الألفة الكيماوية، وأما التجمعات السديمية فسلكها الجاذبية العامة فقط، والألفة الكيماوية هي صورة من صور الجاذبية.
وكان من أهم نتائج النشوء والتطور أن تفرعت الحياة إلى فرعين رئيسيين: النبات والحيوان. ثانيهما يعيش على حياة الآخر، وهذا يعيش على حساب العناصر الأربعة تحت تأثير تشعع النور والحرارة . النبات يختزن جانبا كبيرا من الطاقة - القوة - التي يصطحبها، والحيوان ينفقها في حركته.
অজানা পৃষ্ঠা