مبادئ التاريخ الممكنة
تبلغ معارفنا عن العالم والموجودات من التجزؤ والتحول ما يفيد معه دائما أن يعرف ما يصوغه مختلفو الأمزجة من تفسير حول الكون.
وإذ تصلح العوامل العقلية والعوامل الوجدية أساسا لهذه التفاسير فإنك تجدها ملخصة في الرسالتين الآتيتين، اللتين تبادلهما المؤرخ المفضال غبريال هانوتو وغوستاف لوبون نتيجة لسؤال وضعه هذا الأخير:
فليولا روكبرون كاب مارتن (ألب ماريتيم)
في 15 من فبراير سنة 1930
صديقي العزيز، أتخذ كلمة «الحكمة الإلهية» وكلمة «صادر عن الحكمة الإلهية» ضمن المعنى الذي كان يتخذهما بوسويه وبسكال.
هذه ضمانات!
ولا أزعم أنني أمثل «المؤرخين المعاصرين»، ولكن التاريخ علمني أنه لا يوجد تمدن إلا عند الأمم التي تحتفظ بالإيمان على أنه مثل إلهي عال، أي: بالإيمان بخالق صانع للناموس الأدبي.
وهل حرر العلم من غوامضه هذا الأمر الخفي أو ذاك؟ أي أمر الخلقة وأمر الروح؟ ...
ولا أدري أهذا عن عدم علم، ولكن بما أنني أقتصر قبل كل شيء على الانسجام العام والأدبي فإنني أظل مخلصا لما اختاره آباؤنا، وللمعتقدات التي أقامت المجتمعات البشرية والتي تحفظها.
অজানা পৃষ্ঠা