ভিকোর ইতিহাস দর্শন

ক্যাতিয়্যাত আবু সুউদ d. 1450 AH
50

ভিকোর ইতিহাস দর্শন

فلسفة التاريخ عند فيكو

জনগুলি

هكذا نجد أن نظرية فيكو في نشأة اللغات والحروف تعتمد اعتمادا كليا على اشتقاق الكلمات من صرخات الإنسان الأول نتيجة تعجبه من الظواهر الطبيعية، وهو يتابع نظريته في نشأة اللغات فيقر أنها بدأت بكلمات من مقطع واحد، فتشكلت الضمائر من مقطع واحد وكذلك حروف الجر والوصل، ثم تشكلت الأسماء أيضا من مقطع واحد، ويدرج فيكو أمثلة من اللغة اللاتينية في قائمة كبيرة من الأسماء اللاتينية التي بدأت في الحياة الرعوية واستمرت في الحياة الريفية ثم حياة المدينة الأولى، وقد أفرد لهذه الأمثلة فصلا كاملا من الطبعة الأولى للعلم الجديد يعد نموذجا للباحثين في أصل اللغات المختلفة. وأخيرا تشكلت الأفعال التي سبقتها نشأة الأسماء كما يحدث لدى الأطفال، فهم دائما يعبرون عن الأسماء ويتركون الأفعال إلى أن يصبحوا قادرين على الفهم، وكذلك كانت طفولة البشرية؛ لأن معرفة الأفعال تتطلب معرفة زمنية بالماضي والمستقبل وهما مقياس للحاضر الذي لا يقسم، حتى الفلاسفة أنفسهم وجدوا صعوبة في فهم الحاضر؛ لذلك جاء فهم الأفعال وتشكيلها في مرحلة متأخرة، وكانت في صيغة أوامر تتكون من مقطع واحد يصدرها الآباء لأسرهم وأطفالهم مثل قف، اذهب، قل، اعمل ... وهكذا.

8

هذه النظرية في نشأة اللغات تؤكد مبادئ الطبيعة البشرية العامة وتتطابق أيضا مع مسلمة فيكو الأساسية التي تنص على وجوب أن تبدأ اللغات بكلمات من مقاطع واحدة. وقد نشأت اللغات من مقاطع واحدة نتيجة لفقر اللغة في بداية البشرية، ثم انتقلت إلى بناء جمل مركبة مع تطور اللغات بتطور العقل البشري. وجدير بالذكر في هذا الصدد أن الأبحاث الحديثة لعلماء اللغة أثبتت خطأ هذا الرأي، فهناك لغات تتكون من مقاطع واحدة - مثل اللغة الصينية على سبيل المثال - ومع ذلك فهي لغات غنية بالمفردات، هكذا نشأ الأسلوب الشعري - في رأي فيكو - من فقر اللغة والحاجة إلى التعبير فكان الاستطراد، والعكس (أي التغيير في الوضع الشعري للكلمة وقد نشأ من صعوبة استكمال العبارة بالأفعال التي تكونت في المرحلة الأخيرة) والإيقاع، والأغنية والشعر. ثم ظهر الأسلوب النثري بعد ذلك عن طريق الخطباء مثل جورجياس لدى الإغريق وشيشرون لدى الرومان. وبهذا يكون الأسلوب الشعري قد نشأ قبل الأسلوب النثري مثلما نشأت التصورات الخيالية (الأساطير) قبل التصورات العقلية (الفلسفة).

ويؤكد فيكو أن اللغات بدأت بالغناء اعتمادا على خاصية طبيعية لدى البشر، وهي أن الإنسان ينطق الأصوات المتحركة أولا لسهولتها ثم ينطق الأصوات الساكنة. ويشهد على ذلك الإدغام الموجود في غناء الشعوب الأولى؛ فالإنسان الأول عبر عن عواطفه وانفعالاته بصوت مرتفع، وعندما يرتفع صوت الإنسان عاليا يتحول بطبيعة الحال إلى الإدغام والغناء. وغناء الشعوب نشأ عن صعوبة النطق في البداية؛ لأن أعضاء النطق لم تكن قد تطورت تطورا كافيا. ومما يؤكد أن اللغات بدأت بالغناء أن كتاب النثر الإغريق والرومان قبل جوجياس وشيشرون استخدموا إيقاعات تكاد تكون إيقاعات شعرية خالصة وكأن نثرهم قد أعد للغناء. هكذا بدأت الأمم الأممية بالشعر، وليس أدل على ذلك من أن بحور الشعر ازدادت سرعة واقترابا من النثر بقدر ما أصبحت قدرة الأولين على النطق أسرع، أي ازداد الإيقاع الشعري سرعة مع النمو العقلي ونمو أعضاء النطق فانتقلت البحور شيئا فشيئا من البحر «السبوندي» إلى البحر «الدكيتلي» إلى البحر «اليامبي» حتى اقترب هذا البحر الأخير من النثر. وقد نشأت أبيات الشعر الأولى عند الشعوب مع لغة الأبطال وعصرهم. والتاريخ يؤيد هذه الفكرة إذ يقرر أن نبوءات العرافين والعرافات كانت أقدم اللغات جميعا. ومن المعلوم أن الكهنة والعرافين قد وجدوا في كل الشعوب، ومن المأثور أيضا أنهم كانوا ينطقون بشعر بطولي وأن النبوءات كانت تأتي في شعر بطولي ذي أوزان سداسية . ويشير فيكو إلى الأدب العبري والعربي؛ فالعبرانيون بدءوا بالشعر البطولي بدليل أن سفر أيوب وهو أقدم من أسفار موسى قد كتب في البداية على صورة شعر بطولي. أما العرب فقد حافظوا على تراثهم الشعري عن طريق الرواية الشفهية وذلك قبل أن يعرفوا الكتابة والتدوين. ونقش المصريون القدماء أخبار موتاهم شعرا في أعمدة، كما أن الآشوريين والسريان قد بدءوا كلامهم شعرا، ولا شك أن مؤسسي الحياة الإغريقية كانوا هم الشعراء اللاهوتيين الذين كانوا أبطالا. ونفس الشيء يقال عن آباء اللغة اللاتينية

Salii

وقد كانوا شعراء مقدسين، وفي هذا يقول شيشرون إن الأطفال تعلموا قانون الألواح الاثني عشر بطريق الغناء.

9

ويستخلص فيكو من هذا أن جميع الشعوب البربرية قديمة أو حديثة حفظت تاريخها الأول في صورة شعرية، ومعنى هذا أن الشعوب الأولى كانوا شعراء. وهناك خاصية مشتركة في كل اللغات الأولى وهي أنها جميعا - كما ذكرنا - قد بدأت بالأسماء ثم تشكلت الأفعال فيما بعد. وهذا يثبت خطأ اللغويين الذين قالوا إن الحديث النثري سابق على الحديث الشعري. واستمر الخطاب الشعري لفترة طويلة في الدورة التاريخية. وهذا يوضح أمورا هامة تتعلق بالعصور القديمة مثل عادات هذه الشعوب وتقاليدها والحكم والأمثال والقوانين والتنظيمات الاجتماعية. فطبقا لمسلمة فيكو التي تقول بميل العقل البشري إلى كل ما فيه وحدة ونظام نجد لدى عامة البشر نزعة طبيعية لخلق شخصيات شعرية بالتصور الخيالي، مثلما نسب الإغريق لصولون الحكمة الشعبية وعدوه من الحكماء السبعة لأنه حث العامة على المطالبة بالمساواة في الحقوق المدنية مع النبلاء. كذلك فعل الرومان مع روميلوس فنسبوا له كل القوانين المتعلقة بالطبقات الاجتماعية، والمصريون القدماء مع هرميس مثلث الحكمة، كما حدث نفس الشيء مع زرادشت في الشرق وكونفوشيوس في الصين.

ومع نشأة اللغات نشأ التشريع أيضا نشأة دينية مع الأوامر والنواهي الدينية، فكانت التشريعات الأولى في شكل نبوءات إلهية، ثم كان اختراع الرموز والأسماء والحروف ضرورة تتطلبها تحديد الملكية الشخصية لآباء الأسر التي تفرعت منها العديد من الأسر. ومما يشهد على هذا أن المعنى الأصلي لكلمة

ius (وهي تعني القانون في اللغة اللاتينية) كانت تعني قبل كل شيء لحوم الضحايا التي تقدم لكبير الآلهة، ثم أصبحت تعني سلطة التملك حيث إن كل شيء ملك لجوبيتر. لقد كانت السلطة في أصلها تعني الملكية - كما سبق أن عرضنا ذلك في الميتافيزيقا الشعرية - وقد عبر شيشرون عن هذا في خطبة قال فيها: إنها تعني الملكية المطلقة الحرة من كل دين.

অজানা পৃষ্ঠা