ভিকোর ইতিহাস দর্শন
فلسفة التاريخ عند فيكو
জনগুলি
تعتبر العناية الإلهية هي الافتراض الذي يقوم عليه العلم الجديد؛ فقد اهتدى إليها البشر الأولون عندما يئس الإنسان البدائي من مساعدة الطبيعة فاتجه إلى قوى أسمى، وليس هناك ما هو أسمى من الله. لقد لاحظ هذا الإنسان أن العناية الإلهية تحرص على خير الجنس البشري. لذلك فإن هذا العلم الجديد هو لاهوت عقلي مدني يبين دور العناية الإلهية في حياة البشر. لقد حرص فيكو على تأكيد دور العناية الإلهية في كتابه «العلم الجديد»، بل لقد حرص على تذكير القارئ به حتى في المواضع التي لا تقتضي ذكرها، فهل فكرة العناية الإلهية فكرة ضرورية حقا في فهم العلم الجديد أم أن من الممكن طرحها والاستغناء عنها دون أن يتأثر هيكل هذا العلم ومضمونه؟ هذا ما سوف نناقشه في الباب الثالث من البحث.
ويواصل فيكو حديثه عن ثاني معالم هذا العلم فيؤكد أن السلطة كانت مرتبطة منذ البداية بالملكية أو التملك؛ فالسلطة التي بدأت بداية دينية يأتي معناها الأصلي من الملكية (فكلمة
authority
في الإنجليزية ونظيراتها في اللغات الهندو أوروبية؛ مشتقة من الكلمة اللاتينية
auctor
وتعني صاحب حق أو مالكا كما استعملت بهذا المعنى في قانون الألواح الاثني عشر) وكانت تطلق على جوبيتر في البداية لتعني أنه مالك البشر والمتحكم فيهم بوصفه مالك الآلهة والبشر على السواء، وتبع هذه السلطة الإلهية سلطة بشرية تمثلت في التمرس على حرية الإرادة البشرية في التحكم في حركات الجسد وتوجيهها للأفضل، ومثال ذلك تحول العمالقة من ذوي العادات الوحشية إلى عادات أفضل عندما استقروا داخل كهوف، والسلطة البشرية تبعها سلطة القانون الطبيعي عندما استقر العمالقة وأصبحوا مالكين للأرض ومن ثم حكامها.
ثم يتناول فيكو النقد الفلسفي الذي نما مع تاريخ الأفكار والذي يلقي الضوء على البحث في أصل الآلهة، فكما أكد فيكو في مسلماته أن عدد الآلهة في كل الأمم الأممية هو اثنا عشر إلها ابتداء من جوبيتر، وهذا يعني اثنتي عشرة دورة زمنية نشأت فيها الأساطير، فالثيوجونيا الطبيعية (تسلسل نسب الآلهة) تعطينا لوحة زمنية عقلية للتاريخ الشعري لمدة لا تقل عن تسعمائة عام قبل التاريخ الشعبي الذي جاء بعد المرحلة البطولية.
وينتقل إلى القانون الطبيعي للأمم وأصحابه جروسيوس وسيلدن وبافندروف الذين كان يجب أن يبدءوا من البدايات الأولى للأمم حيث يبدأ الموضوع الذي يعالجونه، ولكن الثلاثة - في رأي فيكو - وقعوا في الخطأ وبدءوا بالعصور المتأخرة لشعوب متحضرة نشأ فيها الفلاسفة كما بدءوا من الفكرة الكاملة للعدل؛ لذلك يعالج فيكو فكرة القانون من منطلق الاشتقاق اللغوي لهذه الكلمة التي تؤكد النشأة الدينية للقانون؛ فكلمة
ius
أي قانون مشتقة من كلمة
অজানা পৃষ্ঠা