ভিকোর ইতিহাস দর্শন

ক্যাতিয়্যাত আবু সুউদ d. 1450 AH
45

ভিকোর ইতিহাস দর্শন

فلسفة التاريخ عند فيكو

জনগুলি

ويقدم فيكو في كتابه لوحة تاريخية لأهم وقائع التاريخ منذ خلق العالم معتمدا على التوراة؛ فقد انحدر مؤسسو الشعوب الأولى من سلالة حام ويافث وسام الذين رفضوا ديانة نوح الحقة فضلوا في الأرض وعاشوا حياة حيوانية في الغابات الواسعة الكثيفة التي غطت الأرض بعد الطوفان. وتضخمت أجسامهم فأصبحوا عمالقة، وهؤلاء العمالقة كانوا على نوعين؛ بعضهم شعر بالخوف من الظواهر الجوية كالبرق والرعد واعتبروها غضبا من الإله على حياتهم البهيمية، فبدءوا يستقرون في كهوف ويحترفون الزراعة ويمتلكون الأرض، وبذلك كونوا طبقة الأبطال الذين سمي عصر العمالقة على اسمهم؛ وظل البعض الآخر على تشرده وحين أسرهم أسياد الأرض كانوا بمثابة عبيد للأرض يفلحونها، بينما احتفظ العبرانيون الذين قبلوا دين نوح بقوامهم البشري السوي الذي ارتد إليه أبناء العمالقة بالتدريج.

وتتمثل الحكمة الشعرية في أساطير كل أمة، والشعر هو لغة التعبير عن هذه الحكمة؛ لأن الشعوب الأولى ذات طبيعة شاعرية. لقد بدأ تاريخ كل الشعوب بداية خرافية؛ فنجد أن الحكماء لدى اليونان هم الشعراء اللاهوتيون. ثم جاء الفلاسفة وجعلوا من تاريخ آلهتهم فلسفة. مثلما حول مانيتو كل التاريخ الخرافي في مصر إلى لاهوت طبيعي سامي، وكان ذلك نتيجة أسباب خمسة لدى الإغريق والمصريين القدماء: إجلال الدين الذي تأسست عليه كل الشعوب القديمة. أن هذا العالم المدني قد نظم تنظيما حكيما بحيث لا يمكن أن يقوم إلا على حكمة تفوق حكمة البشر. أن هذه الخرافات الدينية التي يدعمها احترام الدين والحكمة الإلهية؛ يسرت للفلاسفة أن يبحثوا في أمور متعالية. تمكن الفلاسفة من شرح أفكارهم باستخدام التعبيرات التي تلقوها عن الشعراء، ووجد الفلاسفة في هذه الخرافات الدينية ما دعم تأملاتهم، أي أنهم استمدوا من السلطة الدينية تأييدا لأفكارهم. ومما سبق يتضح أن ما أحس به الشعراء إحساسا ساذجا وعبروا عنه بالحكمة الشعبية قد فهمه الفلاسفة وعبروا عنه بالحكمة المستورة أو السرية بحيث يمكن القول إن الشعراء يعبرون عن حواس الجنس البشري بينما كان الفلاسفة يمثلون

1

عقله. وهذا يثبت ما قاله أرسطو في كتاب «النفس» عن الإنسان الفرد ويمكن أن يصدق على الجنس البشري كله «لا شيء في العقل إلا وسبقه وجود في الحس.» أي أن العقل البشري لا يفهم أي شيء ما لم يكن لديه انطباع حسي سابق عنه.

إن السمة الأساسية في تفكير فيكو هي بغير شك ذلك الجهد الذي بذله لإثبات أن كل العلاقات الاجتماعية كانت في أحد العصور قائمة على معتقدات ترجع إلى الخيال، وكذلك محاولته لإثبات أن هذا يدل على وجود قانون إلهي لولاه لما تمكنت البشرية حتى من البقاء على قيد الحياة؛ لأن الخوف الذي يثيره الخيال القوي الذي أوجد عالم الآلهة يمكنه أن يكبح عنف الشهوات؛ فالعقل عند البشر مرحلة متأخرة في مسار تطورهم. (1-1) الميتافيزيقا الشعرية

إن الميتافيزيقا هي العلم الأسمى الذي تتفرع عنه العلوم الثانوية، ويأخذ فيكو على الفلاسفة وعلماء اللغة أنهم لم يبدءوا بحوثهم من حكمة الشعوب القديمة، وهو في هذا متسق مع مسلمته التي تقول بوجوب أن يبدأ الموضوع من حيث تبدأ المادة التي يتناولها، أي كان عليهم أن يبدءوا من الميتافيزيقا، ولا بد في رأيه أن تكون الحكمة الشعرية قد بدأت لا من ميتافيزيقا عقلية بل من ميتافيزيقا شعورية خيالية؛ حيث كان لدى البشر الأولين إحساس قوي وخيال خصب واسع كما تمثل في الشعر، وهو ملكة فطرية ولدت الشعوب الأولى مزودة به، وكان شعرهم في البداية دينيا لأنهم كانوا ينسبون كل علل الأشياء التي يحسونها ويعجبون بها إلى كون العلل آلهة، وفي الوقت نفسه يعطون للأشياء التي تثير دهشتهم وجودا ماديا يتلاءم مع أفكارهم تماما كما يفعل الأطفال فيضفون الحياة على أشياء غير حية. ثم يشرح فيكو كيف أن الشعوب الأولى خلقت الآلهة عن طريق الميتافيزيقا أو اللاهوت الطبيعي، وكيف تصوروا أول أسطورة دينية، أن التفكير الأسطوري أمر طبيعي في المراحل المبكرة من تطور المجتمعات، فعندما أبرقت السماء وأرعدت لأول مرة بعد الطوفان خاف العمالقة واندهشوا، وهم الذين ضلوا في الغابات الواسعة مع الوحوش الضارية ورفعوا أعينهم للسماء وشعروا بالخوف منها، ولما كان من طبيعة العقل البشري أن «يسقط» ذاته على الأشياء التي يجهلها، وكان هؤلاء العمالقة بطبيعتهم مجرد أجساد قوية، فقد تصوروا السماء على شاكلتهم كجسد حي كبير ودعوها جوبيتر

Jove (زيوس

Zeus

عند الإغريق) وهو الإله الأكبر الذي يخبرهم بتعليماته وتحذيراته عن طريق رعده وصواعقه. ومن هنا بدأ حب الاستطلاع الطبيعي الذي هو ابن الجهل وأبو المعرفة والذي ينير العقل البشري. ومن هنا أيضا نشأت أول خرافة دينية لدى البشر الأولين، وتأسست الكهانة التي أطلق عليها الإغريق اسم اللاهوت أو لغة الآلهة، وبهذا يفسر فيكو ما سبق أن ذكره في أصول العلم الجديد، وهو أن الخوف أول من خلق الآلهة على الأرض. هكذا ولد جوبيتر في الشعر كشخصية خيالية إلهية خلقها الشعراء اللاهوتيون بأنفسهم واعتقدوا فيها وخافوها ثم بجلوها وعبدوها ونسبوا إليها كل التكهنات والنبوءات؛ فالبشر الأولون الذين أسسوا الأمم الأممية الأولى كانوا يفكرون بالأحاسيس والخيال والأساطير؛ لأن عقولهم كانت عاجزة عن التجريد، ومن هنا كان عجز القوى العقلية البشرية هو الأصل في نشأة شعر أكثر رقيا وسموا من الذي أتى به الفلاسفة بعد ذلك، وهذا الاكتشاف لأصل الشعر كما يرى فيكو يفند الرأي القائل بأن الحكمة الفذة للقدماء بدأت مع الفلاسفة.

يحدد فيكو المعالم الرئيسية لعلمه الجديد على النحو التالي:

অজানা পৃষ্ঠা