কার্ল বুবেরের দর্শন: বিজ্ঞানের পদ্ধতি… বিজ্ঞানের যুক্তি
فلسفة كارل بوبر: منهج العلم … منطق العلم
জনগুলি
إنه طريقة وقائية تحدد ما هو علمي وما هو غير علمي في مجال العلم، فتحمي العلم من الأفكار الدخيلة والأعشاب الضارة، والنظريات الخاطئة غير العلمية والأفكار البالية، وترسم مبادئ ثابتة تساعد على استقرار العلم.
لنوربرت فيير تصريح شهير فحواه أن 5٪ من الرياضيات هي من صنع الرياضيين والباقي قدره 95٪ يقوم بدور وقائي في حماية الرياضيات من آفة النظريات التي تفتقر إلى قدر كاف من الدقة.
ف. ف. ناليموف
مقتبسا من مقال «قبول الفرضية العلمية»
المقدمة
(1) أهمية البحث في فلسفة العلم، وعند كارل بوبر (1) إحدى وجهات النظر الشائعة في تبيان ماهية الفلسفة، وما وظيفتها وجدواها، هي تلك الوجهة من النظر التي يتبناها كثير من الفلاسفة المعاصرين - لا سيما التحليليين منهم - التي تنظر إلى الفلسفة بوصفها تحليلا للمقومات والعمد والدعائم التي تقوم عليها الحياة العقلية في العصر الذي توجد الفلسفة بين ظهرانيه، فإن كانت تلك العمد دينية - كالعصور الوسطى - كانت مهمة الفلسفة تحليل دعائم الدين وإثبات مقوماته؛ بعبارة أخرى كانت الفلسفة هي فلسفة الأديان. وإن كانت تلك العمد سياسية اجتماعية - فرنسا إبان ثورتها مثلا - كانت مهمة الفلسفة تحليل النظم السياسية القائمة والتي ينبغي أن تقوم، والبحث في مقومات المجتمع وعناصره وطريقه إلى الحياة المثلى ... وهكذا.
وغني عن الذكر أن عصرنا هذا يحتل العلم مكان السبق من واجهته العقلية والفكرية والثقافية حتى شاع نعته بأنه عصر العلم، وتمشيا مع هذه الوجهة من النظر، تكون فلسفة العصر الراهن أولا وقبل كل شيء هي الفلسفة التي تحاول فهم ظاهرة العلم فهما يعمقها، فتبحث في خصائصه ومقوماته والتنظيم الأمثل لمناهجه، ومحاولة حل مشاكله التي تخرج عن دوائر اختصاص العلماء؛ أي فلسفة العلم.
هذا ما يراه بعض أقطاب المدارس المعاصرة، الذين بهر التقدم الساطع للعلم أنظارهم فآمنوا بعلمية الواقع وعلمية الحياة الإنسانية، وأرادوا أن تنسحب هذه الخاصة العلمية على الفلسفة مثلما انسحبت على سائر قطاعات الحياة، فتكون الفلسفة إما علمية - أي تحل المشاكل الفلسفية التقليدية مستفيدة بإنجازات العلم، كما يرى رسل مثلا
1 - وإما مقصورة على فلسفة العلم، أي تبحث في مشاكل العلم فقط، كما يرى الوضعيون المناطقة مثلا. إنهم معبرون عن تيارات أخذها العلم جملة وتفصيلا، فنجد الكثيرين من المشتغلين بالفكر الفلسفي، لا سيما في الغرب حيث معقل العلم، يقرون كبديهية في غير حاجة إلى نقاش أن كل ما عدا فلسفات العلم ومناهج البحث، من مخلفات عصور الجهالة، ينبغي أن يوضع في متاحف التاريخ. (2) وإن كان عرض هذه الفكرة لا يحمل اقتناعا بها، فإن الاقتناع - كل الاقتناع - بأن فلسفة العلم لا يجادل أحد في جدواها بالنسبة للفكر المعاصر، وهي من ناحية ثانية أقل فروع الفلسفة حظوة في المكتبة العربية، ومن ناحية ثالثة فبحكم كونها نقطة التقاء بين القطبين الأساسيين لنتاج العقل ومحوري المعرفة «العلم والفلسفة» فإن البحث فيها أكثر إثراء. هذا كله بالإضافة إلى أن فلسفة العلوم الطبيعية بالمعنى الناضج المعاصر لم يكتمل نموها، ويتم الاعتراف بها كعلم مستقل قائم بذاته، إلا بعد أن ازدهرت العلوم الطبيعية نفسها ازدهارا فائقا في الآونة الأخيرة؛ لذلك فهي أصغر الأبناء في الأسرة الفلسفية؛ ومن ثم أحقهم بالعناية، أين هي من فروع الفلسفة الأخرى التي يعد عمرها بالمئات من السنين وتكاد تكون قد قتلت بحثا ودراسة؟! (3) وبخلاف دوائر احتراف التفلسف، فإننا من الناحية القومية، لو أردنا اجتياز الهوة الحضارية السحيقة التي تفصلنا عن الغرب، وتدارك ما فاتنا من خطواته العلمية الواسعة، فالخطأ كل الخطأ يتمثل في تعجيل الوصول إلى عصر العلم دون تأصيل لمناهجه، عن ظن بأننا نستطيع أن نأخذ بما حققته الدول التي سبقتنا على الطريق، غير ملتفتين إلى الطريق نفسه: من أين بدأ، كيف اتجه وسار.
أي لا بد من الإلمام بأسلوب التفكير العلمي - أي منهجه - أولا؛ كي نستطيع أن نعيشه ونمارسه ثانيا، فقد أثبت منهج العلم - ولا جدال - أنه الطريق الأمثل، والأوحد، لحل المشاكل الواقعية العملية، وربما كان العامل الوحيد الذي فجر تقدم الغرب هو تشربهم حتى النخاع بالمنهج العلمي في مواجهة المشاكل العملية، وبجذور تمتد حتى نتاج عصر النهضة حيث رينيه ديكارت وفرنسيس بيكون، بينما نحن مفصولون عنه بفراسخ وأميال.
অজানা পৃষ্ঠা