বিংশ শতাব্দীর বিজ্ঞান দর্শন: উত্স - ফসল - ভবিষ্যৎ প্রত্যাশা

ইউমনা তারিফ খুলি d. 1450 AH
71

বিংশ শতাব্দীর বিজ্ঞান দর্শন: উত্স - ফসল - ভবিষ্যৎ প্রত্যাশা

فلسفة العلم في القرن العشرين: الأصول – الحصاد – الآفاق المستقبلية

জনগুলি

Voltaire (1694-1778م). إنهم الثالوث المبشر بالثورة الفرنسية، ومعهم سائر أقطاب الفكر الاجتماعي التقدمي في فرنسا آنذاك أمثال كوندرسيه ونايجون وتورجو ... إلخ.

وبطبيعة الحال، ساهم أيضا في تحرير الموسوعة دعاة التفكير العلمي الطبيعي الفرنسيون في القرن الثامن عشر. واللافت حقا أنهم اعتنقوا مذهبا متطرفا، ظنوه المذهب المتسق مع الروح العلمية والأمين عليها كل الأمانة، ألا وهو مذهب الواحدية المادية، الذي يعرف أيضا باسم المادية الكلاسيكية، ويبدو وكأنه المذهب الرسمي للموسوعيين الفرنسيين. وهذا المذهب - بصفة عامة - قد ارتبط ارتباطا خاصا بروح العلم في الفلسفة الحديثة؛ لذا يجمل بنا أن نتوقف إزاءه مليا.

ويمكن تعريف المادية بأنها المذهب الذي لا يعترف إلا بوجود المادة فقط، وجودا واقعيا مستقلا عن أية ذات عارفة، ويفسر كل شيء بالعلل المادية فقط، والمادة ذاتها لا تعتريها إلا تغيرات كمية، وتنتفي عنها أية تغيرات كيفية، وأحداث العالم هي الأوجه المختلفة للمادة المتحركة؛ لذلك استطاعت المعرفة العلمية المثبتة بالتجربة أن تنفذ نفاذا تاما إلى العالم وقوانينه.

هذا الوجود صيغ من مادة خالصة، المادة هي الأصل والأساس وستوجد كما هي، حتى ولو لم يكن ثمة أي عقل يدركها ويحكم بوجودها أو عدمه؛ وذلك ببساطة لأن الأرض - تلك الكتلة من المادة - موجودة كما هي قبل أن يستطيع أي عقل أن يدركها، بل حتى قبل أن يوجد عليها أي إنسان. المادة إذن سابقة على الفكر، والفكر ذاته ظاهرة لاحقة للمادة، فيرتد إلى عمليات فيزيائية ميكانيكية أو فيزيولوجية تجري في قطعة متعينة ومتحيزة من المادة اسمها المخ، وفقا لقوانينها الخاصة. وكما يوضح الفيلسوف اليساري الفرنسي المعاصر روجيه جارودي - قبل أن يصبح المفكر الإسلامي المتحمس المخلص رجا جارودي - عندما تعلن المادية أن المادة هي الواقع الأول والفكر هو الواقع الثاني، فإن هذا يعني أمرين: (1)

الفكر لا يمكن أن يوجد دون موضوع خارجي، أي لا بد من وجود العالم الخارجي مستقلا عن وعي الإنسان، ثم ينعكس في هذا الوعي، وما هو منعكس «الطبيعة أو المادة» يمكن أن يوجد مستقلا عن العاكس «العقل»، غير أن العاكس لا يمكن أن يوجد مستقلا عن المنعكس. (2)

الفكر لا يمكن أن يوجد دون شروط مادية هي المخ أو الدماغ.

1

بدت الواحدية المادية وكأنها تفضي بالضرورة إلى النظرة الميكانيكية الحتمية التي فرضتها فيزياء نيوتن واقترنت بحركة العلم الحديث، خصوصا، وأن الأقدمين - وإن عرفوا المادية - لم يفرقوا تماما بين العقل والمادة، ولم يعرف الإغريق عالما عقليا بلا مادة، ولا عالما ماديا منتظما بلا عقل. في القرن السابع عشر تغير كل هذا؛ إذ كان العلم يكتشف عالما ماديا بمعنى محدد تماما، عالما من المادة تتخللها الحركة في كل الاتجاهات ، حركة مطردة، بلا إضافات كيفية وقابلة للتكميم الرياضي، فلم تعد المادة المؤلفة للعالم الطبيعي مادة خاما بلا شكل، صنع منها كل شيء بفرض صورة أو علة صورية عليها - كما قال أرسطو - بل أصبحت الطبيعة المادية هي الحركة الكلية للأشياء المنظمة تنظيما كليا، وأفضت هذه النظرة إلى نتيجة صلبة في شكل علم فيزيائي استمد هيلمانه من الرياضة،

2

وكان هذا في نظر التنويريين الفرنسيين يعني: الواحدية المادية.

অজানা পৃষ্ঠা