هل هو وسيلة من وسائل الضرورة لإسكات صيحات الجسد والاستراحة من غوايته الشيطانية؟
هل هو تسويغ الشهوة بمسوغ الشريعة؟
هل هو علاقة عدمها خير من وجودها؛ إذا تأتى للرجل أو للمرأة أن يستغنيا عنها؟
كان هذا وأشباهه أعلى ما تصورته المجتمعات والعقائد من صور الزواج قبل الإيحاء بالقرآن الكريم.
ولكن الزواج في القرآن الكريم هو «الزواج الإنساني» في وضعه الصحيح من وجهة المجتمع ومن وجهة الأفراد.
فهو واجب اجتماعي من وجهة المجتمع، وسكن نفساني من وجهة الفرد، وسبيل مودة ورحمة بين الرجال والنساء.
فكان خطاب القرآن في تدبير الزواج موجها إلى المجتمع كله؛ لأنها مسألة تناط به، ويصلح أو يفسد من ناحيتها:
وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم * وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله .
3
وقد سماه القرآن ميثاقا كما سماه نكاحا، والنكاح على خلاف ما يفهم بعض العامة هو الاتفاق والمخالطة على إطلاقها، يقال: نكح المطر الأرض أي خالطها، ونكح الدواء المريض أي سرى في أوصاله، فهو ميثاق اختلاط بين الأزواج والزوجات.
অজানা পৃষ্ঠা