ফিলোসফি এর ধরণ এবং সমস্যাগুলি
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
জনগুলি
لا شك أن مما يوضح الموقف أن نكون صرحاء في هذه المسألة، ونكتسب ثقة الطالب. فمشكلة الحقيقة، مع تعقيدها وصعوبتها، ليست إلا جزءا واحدا من مسألة أشمل وأوسع منها بكثير. تلك هي المشكلة الإبستمولوجية أو المعرفية: ماذا يمكننا أن نعرف، أو ما حدود المعرفة؟ ومن الطبيعي أن أية مسألة أساسية إلى هذا الحد تنطوي على مسائل فرعية متعلقة بمصادر المعرفة، وأنماط المعرفة أو أساليبها، ومناهج البحث العلمي، وما إلى ذلك. غير أن المشكلة الجوهرية هي في الواقع مشكلة صادفناها من قبل في المقدمة التي عرضناها في الفصل الأول لمشكلات الفلسفة، فماذا يمكننا أن نعرف، وكيف نعرف ذلك؟ إن هناك تعبيرا دارجا كثر استخدامه في التحية في الآونة الأخيرة، وهو يشيع كثيرا في جماعات اجتماعية معينة، وهو: «ما الذي تعرفه عن يقين؟»
1 ⋆
وإنه لمن العسير أن نجد صيغة تعبر عن بحثنا في المعرفة تعبيرا أكثر دقة وإيجازا، وكل ما في الأمر أن الفيلسوف يهتم بقدرات الذهن البشري بوجه عام، لا بمضمون أي ذهن فردي. وهكذا تكون الصيغة الحقيقية للسؤال في نظر الفيلسوف هي: «ما الذي يمكننا، بوصفنا جنسا بشريا، أن نعرفه عن يقين؟»
إننا نجد في صدد هذه المشكلة، كما نجد في صدد كل مشكلات الفلسفة، عديدا من المدارس الفكرية. ولكن كل ما يمكننا أن نحاول عمله في مدخل كهذا الذي نقدمه في هذا الكتاب، هو أن نعرض أهم وجهات النظر هذه، ثم ندع القارئ يتخذ قراره الخاص فيما يتعلق بحل مشكلة المعرفة الذي يبدو له مرضيا أكثر من غيره. وقد يختار القارئ إجابة واحدة، أو قد يحاول الجمع بين إجابات عدة في حل واحد أكثر شمولا. وقد نتخذ قرارا على أساس ما تعلمناه منذ الطفولة، أو على أساس تفضيل مزاجي من نوع ما - وربما على أساس رد فعل مضاد لما تعلمناه منذ الطفولة. وعلى أية حال، فسوف يكون القرار شخصيا تماما، بغض النظر عن المعيار الذي يحكم به المرء على مختلف نظريات المعرفة ويختار على أساسه من بينها.
الطابع الشخصي للمعرفة : هناك دائما عقول معينة يدهشها كل الدهشة أن يقال لها أنها تصنع معرفتها الخاصة. أما الفيلسوف فتبدو له هذه النتيجة محتومة لا مفر منها. والواقع أن كلا منا يعتنق نظرية خاصة في المعرفة، سواء أكان ذلك عن وعي أم بلا وعي. فكل منا يقرر ما هي مصادر المعرفة التي سيعطيها الأولوية: أهي التجربة الحسية، أم السلطة، أم العقل، أم الحدس ... إلخ. ومن الجائز أن القارئ قد نشأ على عقيدة تولي السلطة اهتماما كبيرا. فإن كان الأمر كذلك بالفعل، فأغلب الظن أنه سيظل يقبل سلطة من نوع ما، بوصفها المصدر الأساسي للمعرفة - ما لم يكن قد ثار على تنشئته الأولى بالطبع، والأرجح أنه سيرتكز في هذه الحالة على التجربة الحسية والعقل بوصفهما مصدرين نهائيين. وبعبارة أخرى، يبدو أن من المستحيل تجنب النتيجة القائلة إننا، مثلما يصنع كل منا «فلسفته في الحياة»، أو «نظرته إلى العالم»، فنحن نخلق أيضا - إلى حد بعيد - مضمون عالمنا الفردي في المعرفة. وهذا ما ينبغي أن يكون إذا أخذ لفظ الفلسفة بأوسع معانيه. ذلك لأن فلسفتنا ليست إلا مجموع آرائنا المتعددة عن الحياة والتجربة البشرية، ولا شك أن لأفكارنا الخاصة عن قيود المعرفة وحدود اليقين أعظم قدر من الأهمية بين هذه الآراء.
العلاقة بين مشكلة المعرفة ونظريات الحقيقة : توحي مصادر المعرفة التي عددناها منذ قليل - وهي الإحساس، والسلطة، والعقل ، والحدس - بأن مشكلة المعرفة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمشكلة الحقيقة. وعلى الرغم من أن الأمر كذلك بالفعل، فإن المشكلتين ليستا متماثلتين تماما. فمشكلة المعرفة أشمل من مشكلة الحقيقة وأعمق أسسا. ومن ثم فقد يتساءل المرء عن السبب الذي دفعنا إلى عدم البدء بمناقشتها أولا. والواقع أن هذا السبب تربوي إلى حد بعيد: فإثارة الاهتمام بمشكلات الحقيقة أيسر من إثارة الاهتمام بمشكلة المعرفة، بل إنه من السهل دائما أن نقنع المبتدئ في دراسة الفلسفة بأن هناك أية مشكلة للمعرفة. فهو قد استمع إلى حجج متعلقة «بالحقيقة» والبطلان قبل أن يسمع عن الفلسفة بوقت طويل، غير أن في الحياة العادية مواقف قليلة جدا تؤدي إلى مناقشة مشكلة «المعرفة» وعدم المعرفة. فقد نتهم شخصا ما «بعدم معرفة» ما يتكلم عنه، ولكن لا بد لك من قدر كبير من التعمق العقلي لكي تفكر أن تسأل خصمك عن مصادر المعرفة الصحيحة لديه، وعما إذا كان يستخدم المصادر الصحيحة وحدها، وكيف يعرف أنه يعرف أي شيء على وجه اليقين.
كل ذلك لا يعني إلا أننا نأخذ معرفتنا قضية مسلمة إلى حد بعيد. فموقف معظم الأشخاص هو ذلك الذي يطلق عليه الفيلسوف اسم الموقف «غير النقدي» أو «الساذج من الوجهة المعرفية»، ذلك لأننا نسلم على نحو طبيعي تماما بأن أذهاننا قادرة على معالجة التجربة (أو موضوعات التجربة إذا شئنا الدقة). وعلى حين أننا قد اعتدنا أن يتحدى البعض، من آن لآخر، الطريقة التي نصف بها هذا الشيء أو ذاك بأنه حقيقة، فإنا ندهش إلى حد يقرب من الذهول إذا ما سألنا شخص: كيف نعرف أي شيء؟ فتأثير هذا السؤال في الشخص الذي يوجهه لنفسه جديا للمرة الأولى هو عادة تأثير لا يقل في إثارته للحيرة إلا بمقدار طفيف عما يحدث له عندما يسأل جديا للمرة الأولى: كيف يعرف أنه موجود؟ ذلك لأن كلا من السؤالين ينطوي على تحد لمسلمات تبلغ ضرورتها بالنسبة إلى الفكر، ويبلغ ارتكازها على موقف الإنسان الطبيعي، حدا يجعل مجرد السؤال عنها يبدوا أمرا سخيفا . ومع ذلك فإن المفكر المحترف يوجه كلا من السؤالين بنية طيبة تماما، وربما كان أكثر المهام إلحاحا بالنسبة إلى الفلسفة الحديثة، هي الاهتداء إلى إجابة مرضية لمشكلة المعرفة. (1) نظرية المعرفة والفلسفة الحديثة
جرت العادة على تحديد تاريخ بداية التفكير الحديث في مشكلة المعرفة بالسنة التي طبع فيها كتاب لوك: «دراسة في الذهن البشري
Essay Concerning Human Understanding »، وهي سنة 1690م. ويمثل هذا الكتاب الذي افتتح عهدا جديدا في تاريخ التفكير في مشكلة المعرفة، ثمار نظر فلسفي دام وقتا طويلا منذ شباب المؤلف. ويصف لوك في مقدمة «الدراسة» كيف أن مجموعة من أصدقائه كانت لديها عادة التلاقي من أجل مناقشة المسائل الفلسفية. ويبدو أن النتائج التي أسفرت عنها هذه الجلسات لم تكن مرضية تماما؛ إذ إنه، كما قال لوك: «... قد طرأ بذهني أننا قد سلكنا مسلكا باطلا، وأنه كان من الضروري، قبل أن نشرع في القيام ببحوث من هذا النوع، أن ندرس قدراتنا الخاصة، ونرى أي الموضوعات تستطيع أذهاننا أن تعالج وأيها لا تستطيع.» وبهذه الطريقة المتواضعة بدأ بحث قدر له أن يؤثر في كل التاريخ اللاحق للفلسفة. فقد بدأ لوك، بناء على تشجيع نفس هؤلاء الأصدقاء، يهتم بهذه المشكلة جديا، وبعد وقت معين، نشر أول بحث حديث في نظرية المعرفة.
وكما يوحي النص المقتبس، فإن لوك قد أدرك أن مشكلة قدرات الذهن هذه هي مشكلة سابقة على أي نظر ميتافيزيقي. وقد اتفق معظم المفكرين المحدثين مع لوك في هذا الموضوع، مؤكدين أن أي بحث في الفلسفة ليس له أن يأمل في أن يكون مثمرا، ما لم نكن قد حددنا في البداية مقدار فعالية أدواتنا التي نستخدمها في هذا البحث. أما اليوم، فيبدو الفلاسفة أحيانا مهتمين بمشكلة المعرفة أكثر مما ينبغي؛ ذلك لأن الفلاسفة التأمليين المحدثين لما كانوا يعتقدون أن من الواجب الاستقرار على نوع معين من نظرية المعرفة قبل أن نستطيع أن نتحول بطريقة مثمرة إلى بحث المشكلات الخاصة في مجال المنطق والأخلاق والميتافيزيقا وعلم الجمال، فقد وضعوا ما يعرف باسم «الفلسفة النقدية»، التي تركز كل النشاط الفلسفي حول مشكلة المعرفة.
অজানা পৃষ্ঠা