ফিলোসফি এর ধরণ এবং সমস্যাগুলি
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
জনগুলি
وفضلا عن ذلك؛ ففي الكون المعقول، المفهوم، لا يمكن أن تكون هناك دعابات كونية ساخرة، على حين أن شوق الإنسان إلى الأزلي لا بد أن يكون دعابة ساخرة كهذه لو كان مجرد تفكير مغرض مبني على أمل كاذب. فمعقولية الواقع ذاتها تستبعد إمكان وجود مثل هذه اللامعقولية الشنيعة. والتسلسل المنطقي لتفكير المثالي يمضي على النحو الآتي، الإنسان لديه عقل، والعقل عند الإنسان لا يمكن أن يأتي إلا من العقل الشامل. وبناء على الأسباب المنطقية التي سبق إيضاحها، فلا بد من التسليم بأن مصدر هذا العقل هو بدوره مصدر كل وجود. «فالذهن» الشامل مصدر الوجود كله، البشري منه وغير البشري. ولما كان العالم الذي يصدر عن الذهن الشامل لا بد أن يحمل طابع أصله، فإن في هذا الدليل الكافي على المعقولية المشتركة بين الإنسان والعالم. غير أن كل الأجزاء، في العالم المعقول، المفهوم، ينبغي أن تتألف وتتكامل. ولو لم يكن تصور الإنسان للحياة الأزلية والعدالة الكونية إلا تعبيرا عن رغبة حيوانية في شيء لا يملكه، لما كان الكون كلا موحدا؛ إذ إن ذهن الإنسان وعواطفه تغدو عندئذ متنافرة مع طبيعة الأشياء. وهكذا فإن ما يضمن تحقيق أعلى أمانينا هو أن لدينا من العقل ما يكفي لكي نتطلع إلى هذه الأماني ونعبر عنها. (6) رد فعل المذهب الطبيعي على النتيجة المتضمنة في المثالية
تعد وجهة نظر المذهب الطبيعي رد فعل على هذه النظرة المثالية إلى حد بعيد. وكما قال بعضهم، فإن السبب الرئيسي الذي يدفع صاحب هذا المذهب إلى البحث في الميتافيزيقا هو نفوره مما يعتقد أنه فيض زائد عن الحد من الميتافيزيقا الرديئة. فالعالم كما تصوره المثالية يبدو له مثلا واضحا كل الوضوح لقدرة الإنسان على التفكير من خلال غاياته الخاصة وصبغ أحلامه بصبغة عقلية، ومن هنا يجد صاحب المذهب الطبيعي نفسه مدفوعا إلى الاحتجاج عليها. غير أن الاحتجاج على مذهب ميتافيزيقي معناه القول ضمنيا بمذهب آخر، وما إن يوضع المذهب المضاد ضمنا حتى تصبح صياغته أمرا لا مفر منه. وهكذا يجد المفكر القائل بالمذهب الطبيعي نفسه مدفوعا إلى النظر الميتافيزيقي، مهما يبذل من محاولات لكي يتوقف بعد أن يكون قد كون مركبا من نتائج العلوم والمباحث العقلية المختلفة. والواقع أن اقتحام صاحب المذهب الطبيعي لساحة الميتافيزيقا على مضض، هو الذي يدفع المثالي أحيانا إلى اتهام خصمه بأنه يتخذ من الفلسفة ومشكلاتها موقفا سلبيا، فهو يميل إلى الاعتقاد بأن المذهب الطبيعي ليس فلسفة، وإنما هو إنكار للفلسفة. وبعبارة أخرى، فإن خصم المثالية يتهم بأنه يتخذ موقف من لا ينفع الناس ولا يدع غيره ينفعهم؛ فهو إذ يعجز عن أن يصوغ صورة «عقلية» كاملة للحقيقة (أعني صورة تجعل للذهن دور البطولة، وتضمن للإنسان مقعدا مريحا في المقصورة الملكية)، فإنه يهاجم بعنف كل الجهود التي تبذل للقيام بما يعجز هو عن القيام به. ولكن صاحب المذهب الطبيعي يرد على ذلك بعناد قائلا: «صحيح أن نظرتي إلى العالم أقل تناسقا وإيحاء من نظرة المثالية، غير أنه راجع إلى أن نزاهتي العقلية لا تسمح لي بملء الثغرات التي تنطوي عليها الصورة بمسلمات كتلك التي أعتقد أن المثالي يلجأ إليها. فإن كان المثالي يود استخدام قلبه لإكمال صورة لا يستطيع أي عقل حتى الآن أن يحققها، فهذا من حقه - ولكن ذلك لا يثبت أن مذهبه هو وحده الذي يستحق أن يسمى فلسفة.» (7) تباين الجو العام للمدرستين
على أن معظم الناس، كما أشرنا من قبل، يهتمون بالجو أو المزاج العام للفلسفة أكثر مما يهتمون بتفاصيلها العقلية. فهذا الجو العام أو النغمة الأساسية لأي مذهب فكري هو الحاسم بالنسبة إلى الإنسان العادي. ولا شك أننا ندرك الآن بوضوح أن الجو العام للمثالية وللمذهب الطبيعي أشد تباينا حتى من جوانبهما العقلية. فالمثالية تنطوي على جو من الثقة الهادئة بالمعقولية الأساسية للإنسان والكون معا. وهذه المعقولية لا تتضمن فقط القول إن للواقع نظاما وتركيبا منطقيا مماثلا لنظام الذهن وتركيبه، بل هي تشير إلى وجود غاية واتجاه في العملية الكونية. ولما كانت هذه الغاية، أو هذه «الحالة التي تسود الطقس الكوني» (كما أسماها وليام جيمس) تتجه إلى تحقيق القيمة أو بلوغ «الخير»، فكل ما علينا هو أن نربط حياتنا وغاياتنا الفردية بالغاية الشاملة لكي نجد في الحياة دلالة وسعادة. ومن هنا فإن المثالية تدعونا إلى البحث عن الواقع المعقول الذي يعترف بأنه كثيرا ما يكون مختفيا وراء المظاهر الأقل معقولية - وإلى التمتع خلال هذا البحث بالصفاء الذي يبعثه الإيمان بوجود مثل هذا الواقع المعقول وقابليته للكشف.
أما فلسفة المذهب الطبيعي، فليس في وسعها أن تقدم إلينا إلا مزاحا إسبرطيا ومتعة باهظة الثمن. من ذلك النوع الذي يجلبه أخذ حمام بارد في الصباح. فالجو الذي يسودها، وهو جو عدم الاكتراث، والعيش في عالم لا تكون فيه أمور البشر وأمانيهم أهم من أوجه نشاط أي نوع حيواني آخر ورغباته، هو جو لا يلقى استجابة من معظم الناس. وأصحاب هذا المذهب الطبيعي، شأنهم شأن أولئك الذين يأخذون حماما باردا في الصباح، سيظلون دائما، على الأرجح، أقلية عنيدة، تتسامح معها الأغلبية على أساس أنها فئة لا ضرر منها، وأن تكون شاذة إلى حد ما. ذلك لأن المذهب الطبيعي لا يقدم إلينا حالة نفسية من الراحة واليقين، ولا يزيل التناقضات بين كل العناصر المتنافرة في الحياة، بل هو بالأحرى يقول ما يغنيه أ. أ. هوسمان على الدوام:
إن متاعب ترابنا الفخور الغاضب
موجودة منذ الأزل، ولن تغيب أبدا
وليس معنى ذلك أن المذهب الطبيعي ينكر إمكان تحسين أحوال حياتنا - بل إنه قطعا ليس ملزما بالنظر إلى الطبيعة البشرية نظرة متشائمة - وإنما هو يؤكد أن كل تحسين كهذا لا بد أن يأتي من جهودنا الخاصة التي نبذلها في هذا العالم الحاضر. ويعبر جزء من مقطوعة شعرية لستيفن كرين عن هذه المسألة تعبيرا محكما؛ إذ يقول:
قال الرجل للكون: «سيدي، أنا موجود!»
فرد الكون قائلا : «ولكن
هذه الحقيقة لم تولد في
অজানা পৃষ্ঠা