জার্মান দর্শন: একটি খুব সংক্ষিপ্ত পরিচিতি
الفلسفة الألمانية: مقدمة قصيرة جدا
জনগুলি
أدى الربط الذي أقامه بنيامين بين نظام السلعة وما فسره هو - في «أصل مسرحية الحداد الألمانية» (1928) - على أنه «سقوط» اللغة في الحداثة إلى إمكانية انتقاله من رؤيته السابقة للغة إلى رؤية تغذيها الماركسية. فاللغة في العالم الحديث ليست لها أية علاقة جوهرية بالأشياء التي تدل عليها، تماما كما تجرد القيمة التبادلية من الخصوصية الفريدة للأشياء. وفي عمله في ثلاثينيات القرن العشرين عن شاعر القرن التاسع عشر الفرنسي شارل بودلير، يقول بنيامين: إن «الخفض المميز لقيمة عالم الأشياء الموجود في السلعة هو أساس القصد المجازي لدى بودلير.» فالمجاز هو التجسيد الحديث لانسحاب اللغة بعيدا عن العالم، وهو ينعكس في الطريقة التي يخلق بها عالم السلع «سلسلة الأوهام» - يرى بنيامين هذا متمثلا في الأروقة التجارية المبنية في باريس في القرن التاسع عشر - التي تخفي الواقع الوحشي المؤسس لذلك العالم. وربما يكون حكمه متطرفا ، لكن التطور اللاحق لعالم السلع، الذي يعتمد على إيجاد طلب دائم التجدد عن طريق ربط صور خيالية بأبسط الموضوعات المنتجة في ظروف غير إنسانية غالبا، لم يفعل سوى القليل لدمغ ما ذهب إليه بنيامين في انتقاداته.
شكل : قراء يختارون الكتب التي لا تزال سليمة بين الأخشاب المحترقة لمكتبة هولاند هاوس بلندن عام 1940.
2
ينطوي اهتمام بنيامين بالزمن والتاريخ على استبيان الكيفية التي ربما لا يكون بها الماضي مجرد سلة مهملات يفقد فيها كل شيء ويصبح بلا معنى. وتظهر أفكاره عن هذا الصدد على نحو مركز في كتابه الأخير عن مفهوم التاريخ (1939)، والكتاب متأثر بمحاولات فرويد العلاجية لتمكين ضحايا الأحداث الصادمة من تخليص الماضي الذي يدمر قدراتهم على العيش في الحاضر. لكن بنيامين يرغب في نقل نموذجه من مستوى الفرد إلى مستوى الجماعة المضطهدة؛ فالتأريخ التقليدي بالنسبة لبنيامين هو تاريخ المنتصرين، الأمر الذي يمكنه فقط تعزيز عبثية الماضي للضحايا. ولا يستطيع المرء أن يلمح كيف يمكن لجوانب الماضي تخليص الحاضر إلا عن طريق مقاربة مختلفة للزمن التاريخي تتبنى أشكالا جديدة لعرض التاريخ، كالمونتاج الذي يتم لمادة تاريخية تبدو متفاوتة وتافهة، من النوع الذي جمعه بنيامين في مشروعه عن أروقة باريس. إن التاريخ - كما يؤكد بنيامين - هو كارثة متراكمة، نوع من الكابوس لا يفيق منه الجنس البشري إلا بتغير علاقته بالظلم والاضطهاد الماضيين، وبتغيير طبيعة المجتمع على نحو جذري. ويقوده هذا الموقف إلى نبذ أي شعور خطي بالتطور التاريخي باعتباره يضيف إلى الكارثة، الأمر الذي لا يمكن تأويله إلا عن طريق فهم بدائل مكبوتة من الماضي وربطها بصراعات ثورية في الحاضر. ويعد هذا البحث اليائس عن مصادر أمل جديدة مفهوما تماما في ضوء الأوقات الكئيبة التي يكتب فيها، لكن الاعتماد على فكرة التحول الثوري الشامل للتاريخ يميل في ظروف أخرى إلى حجب طرق أكثر اعتدالا، يمكن بها تحقيق التقدم الاجتماعي رغم كل شيء. وأوضح الموت التراجيدي لبنيامين، أثناء هروبه من النازيين، أنه لم يستطع قط أن يصل إلى نقطة تطوير استراتيجية سياسية قابلة للتنفيذ استنادا إلى أفكاره.
جدلية التنوير والجدلية السلبية
مات بنيامين قبل أن تنتهي الكارثة التاريخية الأسوأ في أوروبا، وحمل أدورنو وهوكايمر عبء محاولة إنتاج ردود فلسفية للشمولية والحرب العالمية الثانية والهولوكوست. فقبيل انتهاء الحرب، في المنفى بالولايات المتحدة، كتب الاثنان «جدلية التنوير» المنشور عام 1947، وكانت المهمة التي نصبا أنفسهما لها هي «مجرد اكتشاف السبب في انغماس الجنس البشري في نوع جديد من البربرية بدلا من الدخول في حالة إنسانية حقيقية». وأيا ما كانت أخطاؤه، فالموروث الفلسفي - من كانط وهيجل إلى نيتشه - الذي أدى إلى النظرية النقدية قد جعل تلك الأسئلة هي المهمة الجوهرية للفلسفة الحديثة، بدلا من الأسئلة الفنية المحدودة لكثير من الموروث التحليلي.
من أفكار بنيامين الرئيسية أن الثقافة والبربرية تسيران معا، وأن أحدث التطورات التكنولوجية يمكن بالفعل أن تكون مظهرا من مظاهر «التاريخ البدائي»، فالسؤال هو: كيف تستخدم تلك الأفكار فيما يتعلق بالأحداث الحقيقية؟ وإحدى المعضلات في التعامل مع أسوأ كوارث التاريخ الحديث هي أن الأساليب المعروفة للتفسير الأخلاقي أو الاجتماعي تبدو ببساطة غير ملائمة. وعلى الرغم من مخاطر التقليل من مدى ما كان عليه الإنسان من سوء، تشير عبارة حنا آرنت المثيرة للجدل عن «تفاهة الشر» فيما يتعلق بأودولف آيشمان، إلى أن الإدانة الأخلاقية المبررة للإنسان لا تستقصي الأحداث التي وقعت من خلال أفعاله؛ فالظروف التي مكنت من الإبادة الجماعية النازية تتضمن كثيرا من العناصر، كالقواعد البيروقراطية أو الأمور التكنولوجية كأنظمة النقل، التي يمكن أن تبدو محايدة أخلاقيا للمنخرطين فيها. ويحاول كتاب «جدلية التنوير» أن يبين أن «التنوير» - الذي هو مصدر القوة التكنولوجية والتنظيمية التي مكنت الجنس البشري من السيطرة على جانب كبير جدا من العالم الاجتماعي والطبيعي - يتحول بطبيعة الحال إلى ضده؛ أي الميثولوجيا. فالتنوير - الذي لا يمثل من ثم مجرد الظاهرة التاريخية الخاصة التي بدأت من القرن السابع عشر أو الثامن عشر؛ بل عنصرا ضروريا للثقافة البشرية كلها - هو محاولة الجنس البشري للتغلب على التهديد الذي تفرضه الطبيعة للحفاظ على نفسها؛ ومن ثم فهو ضرورة لا محيد عنها، وهو أيضا مصدر تهديدات أعظم لهدف الحفاظ على النفس. وتمثل هذه الحالة الجدلية للتنوير التناقض الفلسفي الذي يتصدى له الكتاب؛ إذ يكشف كيفية استخدام المرء العقل لتقييم حقيقة أن العقل يمكن أن يكون مصدر الاضطهادات التي يحاول المرء التغلب عليها. وفي نواح معينة، يردد الكتاب وصف هايدجر للحداثة على أنها إضفاء طابع الذاتية على الوجود، عندما يتكلم عن «إخضاع كل شيء طبيعي للذات المتغطرسة». ولكن لا يبدو هذا الحكم الفلسفي ملائما للتعقيد الذي عليه القضايا التاريخية.
شكل : ألبرت شبير ونموذج مجسم لمدينة برلين.
3
ينظر كتاب «جدلية التنوير» وعمل أدورنو اللاحق إلى العالم الحديث، في ضوء إخفاق زيادة المعرفة وسيطرة التكنولوجيا في تقليل تهديد البربرية، على أنه «سياق عالمي من الخداع». وهذا يطرح السؤال: كيف لهذا الوصف نفسه - إذا كان الخداع عالميا - ألا يكون هو نفسه مضللا؟ ولا يسعى أدورنو إلى تجنب هذا التناقض: على الأرجح يمكن لليقين بأن تحليل المرء الفلسفي ليس مضللا أن يؤدي إلى الخداع. وتتمثل الفكرة الرئيسية في وجوب التشكيك في التحليل الفلسفي نفسه؛ لأنه يمكن ربط التصوير المجرد بآثار تجريد هيكل السلعة من الواقع المحدد للأشياء، ويعني هذا أن كل ما يستطيع المرء فعله هو الانخراط في تحليل نقدي خاص لنطاقات مهمة من المجتمع والثقافة.
অজানা পৃষ্ঠা